رجل عاش ثلاثة مشاهد أثارت تحولات كبيرة في تاريخ مصر الحديث، أولها توليه لمنصب نائب رئيس الجمهورية في 16 أبريل عام 1975، ثانيهما توليه منصب رئيس الجمهورية في 14 أكتوبر 1981، أما المشهد الأخير تنحيه عن منصبه في 11 فبراير 2011، كل هذه المشاهد المؤثرة في تاريخ مصر الحديث تتجمع في رجل يبلغ من العمر 87 عاما. ولد محمد حسني السيد مبارك في 4 مايو 1928، في كفر المصيلحة بمحافظة المنوفية. أنهي مرحلة التعليم الثانوي بمدرسة المساعي المشكورة الثانوية بشبين الكوم، ثم التحق بالكلية الحربية، وحصل علي بكالوريوس العلوم العسكرية فبراير 1949، وتخرج برتبة ملازم ثان. التحق ضابطا بسلاح المشاة، باللواء الثاني الميكانيكي لمدة 3 شهور، وأعلنت كلية الطيران عن قبول دفعة جديدة بها، من خريجي الكلية الحربية، فتقدم حسني مبارك للالتحاق بالكلية الجوية، واجتاز الاختبارات مع أحد عشر ضابطاً قبلتهم الكلية، وتخرج في الكلية الجوية، حيث حصل علي بكالوريوس علوم الطيران من الكلية الجوية في 12 مارس 1950، وفي عام 1964 تلقي دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفياتي. تدرج مبارك في الوظائف العسكرية، حيث عين بالقوات الجوية في العريش، في 13 مارس 1950، ثم نقل إلي مطار حلوان عام 1951 للتدريب علي المقاتلات، واستمر به حتي بداية عام 1953، ثم نقل إلي كلية الطيران ليعمل مدرسا بها، فمساعدا لأركان حرب الكلية، ثم أركان حرب الكلية، وقائد سرب في نفس الوقت، حتي عام 1959. قاد مبارك القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973، ورقي اللواء محمد حسني مبارك إلي رتبة فريق طيار في فبراير 1974، وفي 15 أبريل 1975، اختاره محمد أنور السادات نائباً لرئيس الجمهورية، ليشغل هذا المنصب حتي عام 1981.عندما أعلن السادات تشكيل الحزب الوطني الديموقراطي برئاسته في يوليو عام 1978، ليكون حزب الحكومة في مصر بدلاً من حزب مصر، عين حسني مبارك نائبًا لرئيس الحزب، وفي هذه المرحلة تولي أكثر من مهمة عربية ودولية، كما قام بزيارات عديدة لدول العالم، ساهمت إلي حد كبير في تدعيم علاقات هذه الدول مع مصر. وفي 14 أكتوبر عام 1981 تولي محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية، بعدما تم الاستفتاء عليه بعد ترشيح مجلس الشعب له في استفتاء شعبي، خلفاً للرئيس محمد أنور السادات، الذي اغتيل في 6 أكتوبر 1981، أثناء العرض العسكري، الذي أقيم بمناسبة الاحتفال بذكري انتصارات أكتوبر 73، وفي 26 يناير 1982 م انتخب رئيساً للحزب الوطني الديموقراطي. يعتبر مبارك من أكثر القادة العرب بقاء في السلطة، وأكثر حاكم مصري يتولي مسئولية البلاد في التاريخ.