اعطي الدكتور' محمود أبو النصر' ايديولوجية جديدة للتعليم في مصر منذ حوالي عامين، عندما تولي حقيبة وزارة التربية والتعليم، فقد قطع عهدًا علي نفسه أن يضع لبنة أساسية لتطوير منظومة التعليم في مصر. وقد وضع 'أبو النصر' خطة استراتيجية لتطوير العملية التعليمية وافق عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي، واعتمدت من مجلس الوزراء، بعد أن طرحت للنقاش المجتمعي للتعديل والإضافة. ورأي خبراء تربويون، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الاثنين، أن الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، والذي تولي الوزارة خلفًا للدكتور أبو النصر، مطالب بإكمال ما بدأه سلفه من خطوات لتنفيذ الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم قبل الجامعي، التي اعتمدت من مجلس الوزراء ووافق عليها الرئيس السيسي. وأشاد الخبراء بالدكتور الرافعي، الأستاذ الجامعي الذي له باع في المجال التربوي والتعليمي، مبدين تفاؤلهم بخبراته لاستكمال إصلاح منظومة التعليم. وشهد التعليم في عهد الوزير السابق الدكتور محمود أبو النصر خطوات ملموسة تحققت علي أرض الواقع، غير أن الحدث الأبرز في الحقل التعليمي في عهد أبو النصر تمثل في إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي تنظيم مسابقة من أجل تعيين 30 ألف معلم مساعد وأخصائي لسد العجز في هذا الحقل المهم. وفي هذا الصدد، طبقت الوزارة لأول مرة منظومة الامتحانات الإلكترونية، لتحقيق الشفافية في مسابقة تعيين 30 ألف معلم، طبقًا لتوجيهات الرئيس السيسي عند الإعلان عن إتاحة الوظائف، بوجوب أن تحقق معايير الاختيار الكفاءة والأمانة وعدم وجود وساطة أو محسوبية. وطبقت الوزارة لأول مرة منظومة الامتحانات الإلكترونية وتحقيق الشفافية في الإعلان وتدقيق البيانات، وباستخدام الإمكانات المتاحة بالوزارة بدون تحميل ميزانية الدولة أي أعباء إضافية، ما يحقق مبادئ الشفافية واختيار الكفاءات والقضاء علي فيروس المحسوبية. وتم الإعلان علي موقع الوزارة بفتح باب التقدم للوظائف بموجب سجل إلكتروني علي موقع الوزارة، حيث يقوم المتقدم بملئه إلكترونيًا وإرساله لمركز معلومات الوزارة عبر الإنترنت، كما تم فتح باب التقدم لمدة 15 يومًا، طبقًا للقانون، وبلغ عدد المتقدمين بعد انتهاء التسجيل حوالي مليون و600 ألف متقدم، فضلا عن تدقيق بيانات المتقدمين واستبعاد غير المستوفين لشروط التقديم، وانتهي ذلك إلي أن عدد المتقدمين المستوفين للشروط 500 ألف متقدم، وأن عدد المتقدمين المطلوب تدقيق بياناتهم 270 ألف متقدم. وفيما يتعلق بالتعليم الأساسي 'الابتدائي والإعدادي'، تبنت وزارة التربية والتعليم مشروعًا مهمًا، وهو مشروع القرائية من الصف الأول إلي الصف السادس الابتدائي، مع تنفيذ الطريقة الصوتية للارتقاء بالمشروع، وتم التنفيذ في الفصل الدراسي الأول من عام 2013 - 2014 مع استمرار التطبيق علي الصف الأول الابتدائي حتي الصف السادس الابتدائي سنويًا، وتطبيقه علي الصفين الأول والثاني الإعدادي، اعتبارًا من العام الدراسي 2015 - 2016، فيما استهدف مشروع القرائية حوالي 8.2 مليون تلميذ ابتدائي من الصف الأول الابتدائي حتي الصف السادس الابتدائي. وعملت الوزارة علي تطوير المناهج القائمة وتأليف وتحديث مناهج جديدة لجميع المراحل التعليمية العام والفني، وذلك طبقًا للمعايير والواصفات المحددة من الهيئات واللجان المختصة، وتدريس مواد تدعو إلي مكارم الأخلاق والمواطنة ونبذ العنف وعدم التحرش أو استخدام العنف ضد المرأة علي مدار 3 سنوات. وتمت مراجعة المناهج التعليمية وخاصة كتب اللغة العربية والتربية الوطنية والتربية الدينية والتاريخ والجغرافيا بجميع المراحل التعليمية المختلفة، كما تم تطوير 40 كتابًا وتأليف 21 كتابًا جديدًا لجميع المراحل التعليمية وإعداد الدليل المرجعي في القيم والأخلاق والمواطنة لجميع المراحل الدراسية، فضلاً عن إعداد خطة مشروع لكتب أنشطة ودليل معلم بالتعاون مع منظمة اليونسيف لدمج التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة القابلة للدمج بالفصول الدراسية العادية بالمرحلة الابتدائية لمادتي اللغة العربية والرياضيات. وسعت الوزارة إلي الحد من تسرب التلاميذ في مرحلة التعليم الابتدائي، حيث تم الاتفاق مع وزارة التضامن الاجتماعي، علي توفير حافز مادي بمبلغ 500 جنيه لكل أسرة تلميذ من الأكثر احتياجًا، بشرط تحقيق نسبة حضور عالية، وذلك في 21 مركزًا من الأكثر فقرًا في محافظات 'أسوان والأقصر وقنا وسوهاج وأسيوط والجيزة'.