أجري وزير الخارجية سامح شكري مباحثات رسمية مع نظيره الصيني وانج إيي تناولت تطورات العلاقات الثنائية بالإضافة إلي عدد من القضايا الدولية والإقليمية التي تهم البلدين وذلك فور وصوله إلي العاصمة بكين صباح اليوم الجمعة في ختام جولته الخارجية التي شملت تونس وفرنسا وروسيا الاتحادية. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي أن الوزير الصيني وانج إيي استهل المقابلة بالتأكيد علي عمق العلاقات القائمة بين البلدين، ورحب بزيارة شكري علي رأس وفد وزاري من لجنة الاتصال التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، مشيدا بتكرار الزيارات المتبادلة رفيعة المستوي بين الصين ومصر في الفترة الأخيرة بما يعزز التعاون والتشاور القائم بينهما. وجدد الوزير تعازي الصين وتضامنها الكامل مع مصر وعائلات الضحايا المصريين الذين تم قتلهم بدم بارد في ليبيا مؤخرًا علي أيدي تنظيم 'داعش' الإرهابي، مؤكدا دعم بلاده الكامل لمصر في حربها الحالية ضد الإرهاب. وأضاف المتحدث أن الوزيرين تناولا بشكل متعمق تطورات العلاقات الثنائية وسبل المزيد من تطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية بما يليق بالعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الصديقين وبمكانتهما الإقليمية والدولية، وأخذًا في الاعتبار نتائج زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة للصين والاتفاق علي إقامة شراكة استراتيجية كاملة بين البلدين، فضلا عن أهمية الإعداد والتحضير الجيدين لزيارة الرئيس الصيني المرتقبة إلي القاهرة. وفي هذا السياق، أشاد شكري بتضامن الصين مع مصر وتعازيها في ضحايا الحادث الإرهابي، وتطلعنا لمشاركة صينية رسمية ومن القطاع الخاص الصيني علي مستوي رفيع في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في مارس القادم للمشاركة في المشروعات التي سيتم طرحها خلال المؤتمر، حيث أكد الوزير الصيني مشاركة وزير التجارة علي رأس وفد حكومي ومن القطاع الخاص في أعمال المؤتمر والعمل علي نجاحه. ونوه شكري بأهمية تطوير العلاقات الثقافية بين البلدين بالنظر إلي عمقهما الحضاري، منوها بالاتفاق علي تنظيم عام ثقافي مصري في الصين وعام ثقافي صيني في مصر عام 2016 مع الاحتفال بالذكري الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقال عبد العاطي إن الوزير الصيني عقب خلال اللقاء بأن تبادل الزيارات بين زعيمي البلدين يسهم كثيراً في تطوير العلاقات بين البلدين وأن قبول الرئيس الصيني الدعوة الموجهة له لزيارة مصر بعد وقت قليل من زيارة الرئيس السيسي له خير دليل علي حرص الصين علي تطوير العلاقات الثنائية في إطار الشراكة الاستراتيجية القائمة في جوانبها وأبعادها المختلفة. وأضاف المتحدث أن شكري تناول بشكل مفصل تطورات الأوضاع في ليبيا والجهود العربية المبذولة في مجلس الأمن بشأن الوضع في ليبيا، معربا عن تطلعنا لاستمرار الدعم الصيني لهذه الجهود لمشروع القرار العربي المقدم في مجلس الأمن في هذا الشأن لدعم الحكومة الليبية الشرعية وتشديد الحظر المفروض علي وصول الأسلحة للجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة. وأكد الوزير الصيني خطورة الوضع في ليبيا ومسئولية أطراف غربية عما آلت إليه الأوضاع في ليبيا من فوضي تؤثر علي دول الجوار وعلي رأسها مصر، مؤكدا دعم الصين لمشروع القرار العربي ومراعاة الشواغل المصرية واحترامها لقرار مجلس الجامعة العربية الأخير بشأن ليبيا. وأوضح المتحدث أن الوزير ايي حرص خلال اللقاء علي تناول قضية إصلاح مجلس الأمن وتوسيعه بالنظر إلي مكانة مصر الإقليمية عربيا وإفريقيا ودورها المحوري في تناول هذه القضية الهامة، خاصة فيما يتعلق بتعزيز تماسك الموقف الافريقي الموحد تجاهها، وقد عقب شكري بتأكيد استمرار التنسيق بين مصر والصين حول هذا الملف الهام والعمل علي الحفاظ علي تماسك الموقف الأفريقي في إطار توافق أزوليني الذي سبق التوصل إليه بين الدول الافريقية، كما تم تناول الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي.