يبدو من المرجح أن الرئيس المصري حسني مبارك سيتنحي عن السلطة يوم الخميس بعد أن فرض المجلس الاعلي للقوات المسلحة سيطرته علي الدولة التي تعصف بها احتجاجات لم يسبق لها مثيل منذ أكثر من اسبوعين فيما قال البعض انه انقلاب عسكري. وأعلن الجيش المصري الذي أصدر ما أسماه "بيان رقم واحد" أنه يتحرك للحفاظ علي الوطن وتطلعات الشعب بعد اجتماع للمجلس الاعلي للقوات المسلحة. ولم يكن مبارك وهو قائد سابق للقوات الجوية موجودا في اجتماع المجلس. ومن المقرر أن يدلي خلال وقت قصير بخطاب الي الامة. وقال مسؤول حكومي ان من المرجح ان يذاع البيان في العاشرة مساء '2000 بتوقيت جرينتش'. وستكون تلك ثالث كلمة لمبارك منذ بدء الانتفاضة يوم 25 يناير. وتعهد بعد ايام من بدء الاحتجاجات بالتنحي في ديسمبر كانون الاول لكنه لم يفلح في ارضاء المحتجين. وقال نبيل عبد الفتاح من مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان اجتماع الجيش بدون مبارك وهو القائد الاعلي للقوات المسلحة يعني أن الجيش استولي علي السلطة وأتوقع أن يتم اعلان هذا بعد قليل من خطاب مبارك الذي يذاع تلفزيونيا. وأظهر التلفزيون الحكومي لقطات لمبارك وهو جالس خلف مكتبه في صمت خلال اجتماع مع نائبه عمر سليمان. وقال التلفزيون انهما اجتمعا يوم الخميس الا أن التوقيت لم يتضح خلال اللقطات. ولم يظهر سليمان أيضا وهو رئيس سابق للمخابرات العامة في اجتماع المجلس الاعلي للقوات المسلحة. وذكرت قناة العربية التلفزيونية أن قادة الجيش يعتزمون تأييد تسليم السلطة الفعلية لسليمان '74 عاما' الذي يحظي برضا واشنطن واسرائيل منذ فترة طويلة. ونسبت القناة لمصادر لم تحددها أن الجيش سيتحرك اذا رفض المتظاهرون هذه الخطة. واستقبلت الانباء الخاصة باحتمال قيام الرئيس البالغ من العمر 82 عاما بتسليم السلطة أو عزله منها في دولة تمثل حليفا رئيسيا للولايات المتحدة بالشرق الاوسط بهتافات حماسية عالية في ميدان التحرير بالقاهرة مركز المظاهرات المطالبة بالديمقراطية. لكن بعضا من الموجودين في الميدان سارعوا بالاعتراض قائلين انهم لا يريدون حكما عسكريا. وقال حسن الرويني قائد المنطقة المركزية بالجيش المصري لعشرات الالوف من المتظاهرين في ميدان التحرير "كل ما تريدونه سيتحقق". وهتف المتظاهرون قائلين "الشعب يريد اسقاط النظام وقد سقط النظام." ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية 'بي.بي.سي.' عن حسام بدراوي الامين العام للحزب الوطني الديمقرطي الحاكم قوله ان الرئيس المصري قد يتنحي قبل انتهاء يوم الخميس. وكان مبارك قد رفض التنحي قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر ايلول وقال ان ذلك قد يؤدي الي سقوط مصر في هاوية الفوضي. كما تعهد بالا يغادر مصر الي المنفي. وقال في خطاب القاه في أول فبراير شباط انه سيموت ويدفن في تراب مصر. وفي ميدان التحرير دعا اللواء الرويني المحتجين لترديد النشيد الوطني والحفاظ علي أمن مصر. وكانت دبابات ابرامز المصنوعة في الولاياتالمتحدة وعربات مصفحة أخري ترابط علي مقربة منه. وبالنسبة للكثيرين فان السؤال المهم هو ما اذا كان سليمان سيتسلم فعليا السلطة من مبارك الذي قد يظل يمارس دورا صوريا أو ما اذا كان ضباط الجيش سيتحركون وربما يعلنون الاحكام العرفية. ولا يحظي سليمان الذي عينه مبارك نائبا له قبل اسبوعين بشعبية كبيرة. لكن الهدف الرئيسي للكثيرين في الاحتجاجات هو اجراء تغييرات في القوانين لضمان اجراء انتخابات نزيهة