قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إنه بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، نبعث برسالة خاصة إلي العالم مفادها، إن كل ما نريده من أعياد الميلاد هو العدالة. وأضاف عباس، في رسالته بمناسبة أعياد الميلاد مساء أمس الثلاثاء، أن الحكومة الفلسطينية ملتزمة التزاما كاملا بسيادة القانون واحترام حرية العبادة، مشددا علي أن المسيحيين في فلسطين ليسوا أقلية، ولكن جزء لا يتجزأ من أمتنا والحركة الوطنية. وأوضح أنه في الوقت الذي يتحدث فيه المجتمع الدولي عن استئناف عملية السلام، تذكرنا أعياد الميلاد بوجه عام والوضع في بيت لحم بشكل خاص أن كلمة السلام لا يمكن أن تبقي فارغة علي الدوام، مؤكدا أن أي مبادرة لتحقيق السلام ستفشل ما لم يتم تحقيق العدالة للفلسطينيين. وأضاف 'من فلسطين، من الأرض المقدسة، دعونا نقدم أحر التحيات لشعوب العالم لمناسبة احتفالنا بميلاد أمير السلام، عيسي عليه السلام'. ودعا المجتمع الدولي للدخول في شراكة معنا من أجل الحفاظ علي وجود مسيحي كبير وحيوي في فلسطين، من خلال وقف جميع السياسات الإسرائيلية التي دفعت شعبنا، مسيحيين ومسلمين، لترك وطنهم، وهذا يشمل الاعتراف بدولة فلسطين علي حدود 1967 ودعم مبادرتنا المقدمة للأمم المتحدة لتحديد موعد نهائي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وقال إن صدي رسالة المسيح لا يزال يؤثر في جميع الذين يسعون لتحقيق العدالة، وأولئك القائمين علي رعاية الأماكن المقدسة عبر الأجيال، وإنّ صدي رسالته ينعكس في صلواتنا ودعائنا لشعبنا في غزة، وهنا، نكرر بأننا سنواصل جهود تحقيق الوحدة الوطنية جنبا لجنب مع مواصلة جهود إعادة إعمار غزة، وهنا نجدد دعوة المجتمع الدولي لتكثيف جهوده في هذا الشأن'. وأضاف سيادته أن مساجد وكنائس القدس ستبقي تذكر العالم بالهوية الفلسطينية والعربية والمسيحية والإسلامية للمدينة، مشيرا إلي أن العدالة تعني إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية التي هي جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين بالاستناد إلي حدود عام 1967. وتابع 'نحتفل بعيد الميلاد في هذا العام، فإننا نستذكر أسرانا وكافة اللاجئين الفلسطينيين في كافة أرجاء العالم، ولا سيّما اللاجئين الفلسطينيين المسيحيين الذين جرّدوا من أراضيهم منذ عام 1948، وهم الذين أجبروا علي ترك منازلهم من صفد، وبيسان، وكفر برعم، وإقرت، وسحماتا، والبروة، ومعلولة، والبصّة وغيرهم الكثيرين الذين لا زالوا ينتظرون أن تسود العدالة'. وقال 'في عيد الميلاد نصلي من أجل أهل كريمزان في بيت جالا، وخاصة ال58 عائلة الفلسطينية المسيحية، حيث يتعرضون وأراضيهم للتهديد من قبل جدار الضم الإسرائيلي غير القانوني الذي يفصل بيت لحم عن القدس لأول مرة منذ ألفي عام من الوجود المسيحي في فلسطين'. وفي هذا الشأن، حيا الرئيس الفلسطيني دور الكنائس المحلية ومؤسساتها في الدفاع عن أرضهم والحقوق الوطنية الفلسطينية والمناصرة في جميع أنحاء العالم، كما أعرب عن شكره لآلاف الكنائس والكهنة والمؤمنين من جميع أنحاء العالم الذين رفضوا الاستيطان وإفرازاته. وقال إن هذا الموقف المبدئي هو استثمار في السلام، معربا عن شكره لمختلف الكنائس التي دعت حكوماتها للاعتراف بدولة فلسطين علي حدود عام 1967.