تفتتح صحيفة الغارديان عددها ليوم الخميس بمقالين حول الاوضاع في مصر، يحتلان معظم الصفحة الاولي، كما تخصص ملفا خاصا للموضوع فتحت عنوان "معركة مصر" قال مراسلو الصحيفة في القاهرة والإسكندرية إن" ثورة" المطالبين بالديمقراطية تحولت إلي عنف وإراقة دماء إثر محاولة "نظام الرئيس مبارك" شن معركة مضادة للسيطرة علي شوارع البلاد. ومما جاء في التغطية شهادة الكاتبة المصرية اهداف سويف ان "النظام اطلق العنان لبلطجيته، تماما كما فعل خلال الانتخابات الماضية لترهيب الناخبين." وتقول سويف: "ادركت ان ثمة شيء غريب عندما سمعت ابواق السيارا، لان كل شيء كان هادئا خلال الايام الاخيرة، لكن الان انطلقت ابواق السيارات بشكل ملح وشبه منتظم، كما الشان بعد مباريات كرة القدم، الا انها كانت صاخبة اكثر". وأضافت "رايت من نافذتي الحشد يزحف باتجاه جسر 15 مايو واستغربت لكون انصار مبارك اكثر تنظيما واقل تحضرا، بضجيجهم وهراواتهم وحركاتهم، اضافة الي مؤطريهم وحملة اللافتات المكتوبة باتقان مهني." "ومع حلول منتصف النهار، بدأوا يهاجمون ميدان التحرير ومازالوا الي ساعة كتابة هذه السطور. اقرابائي وغيرهم ممن كانوا امس يستمعون الي الموسيقي ويناقشون انظمة الحكم المختلفة، هم اليوم يخاطرون بانفسهم وسط الميدان، ولا يملكون الا اجسادهم." وروت سويف المزيد من التفاصيل قائلة "أما أنصار مبارك فلديهم طبعا عصي وسكاكين وسيوف وحجارة وسلاسل وكلاب وشاحنات... والجيش يقف جانبا ولا يحرك ساكنا." "فمن هم هؤلاء الناس الذين يعبرون عن دعمهم للرئيس بالقاء زجاجات حارقة ومزهريات من اعلي البنايات علي رؤوس النساء والاطفال، والذين يريدون فرض الاستقرار بكسر الرؤوس بحجارتهم والسيقان بالسلاسل؟ فكلما اعتقل الشباب المتظاهرون واحدا منهم اكتشفوا من هويته انه تابع لقوات الامن، وسلموه الي الجيش." "ابان النظام مرة اخري عن تفاهته وعجزه عن الاتيان باي افكار جديدة، فهو يعتمد علي خليط من الوحشية والكذب." جاء ذلك في مقال نشرته الفاينانشال تايمز بعنوان: "الجيش حائر بين الشعب والرئيس والولايات المتحدة" بقلم رولا خلف ودانييل دومبي. تقول الصحيفة ان الجيش "حاول الموازنة بين الضغوط الممارسة عليه من جانبين متقابلين: الشارع المصري وحسني مبارك الضابط السابق في سلاح الجو الذي عرفه الجنرالات وعملوا معه عن قرب منذ ثلاثة عقود". وتري الصحيفة ان الجيش بدا لوهلة كما لو كان وجد أرضية محايدة، فقد كسب الجنود ثقة المتظاهرين بتاكيدهم انهم لن يلجاوا للعنف ضدهم، واصفين مطالبهم ب"الشرعية." وتمضي قائلة "كما اقنع الجيش مبارك باعلان عدم ترشحه للانتخابات المقبلة في سبتمبر ، بل بدا مستعدا لتطبيق تعليمات امريكية دقيقة من اجل انتقال منظم للسلطة". وتنقل الصحيفة عن رئيس اركان الجيش الامريكي الادميرال مايك مولن وصفه للجيش المصري بانه "تصرف بطريقة عظيمة." لكن الامتحان الحقيقي، في نظر الفاينانشال تايمز، سيكون المرحلة الانتقالية غير المستقرة، والتي قد تكون عنيفة. وعلي صفحات الاندبندنت، يقول روبرت فيسك ان "ثورة الرئيس حسني مبارك المضادة" 'واضعا كلمة "الرئيس" بين مزدوجتين' انهالت علي معارضيه بوابل من الحجارة والهراوات والقضبان الحديدية، في معركة استمرت طيلة النهار في قلب القاهرة. ويري الكاتب ان كون الجانبين يشهران راية مصر في وجه بعضهما يكتسي رمزية كبيرة. "كان الهجوم وحشيا وداميا ومحكم التخطيط، وبمثابة اتهام دامغ لاوباما وكلينتون وغيرهما ممن رفض شجب افعال هذا الحليف المخلص لامريكا واسرائيل. ويصف فيسك القتال من حوله في ميدان التحرير قائلا إنه "كان من الفظاعة بحيث كان يشتم رائحة الدم قوية". وأضاف أن المتظاهرين سحبوا بعض رجال امن مبارك عبر الساحة واوسعوهم ضربا حتي تخضبت ملابسهم بالدماء.