مازال التلفاز وسيلة من وسائل الترفيه التي تجمع اجيالا مختلفة حولها, وتوجه اذهان المتلقين لما يحلو له من افكار او توجهات سياسية تخدم مصلحة تلك القناة او هذه الفضائية.. ولكن هل نستطيع الثقة بما يدخل اذهان اولادنا من مواد؟. ان العري والتهتك والمياعة اصبحت ضرورات اعلامية لجذب اكبر عدد من المشاهدين وذلك طبعا'لعيون الشركات المعلنة'التي تمول بطريقة غير مباشرة تلك الفضائيات والقنوات.:كمثل'في احدي القنوات الفضائية شاهدت برنامجا يناقش احدي 'الفنانات'اللائي يستخدمن جنون الاثارة لمعجبيها وتجعل جسدها عامل جذب الشهوات والغرائز لتعزز صوتها الضعيف بقصر التنورة وتعرية مايمكن تعريته من جسدها الذي نفخته عمليات التجميل وانحفته وازالت عوامل الشيخوخة'قد اصلح العطار ماافسده الدهر'.. المهم هنا بعد ان تعصبت تلك'الفنانة'فضحت المبلغ الذي دفع لها لتقتطع من وقتها'الثمين'ثلاثة ارباع الساعة وطبعا المبلغ كان'خمسون الف دولارا امريكيا فقط لاغير'!.. وانا اتكلم عن 'فنانة من الدرجة الثالثة او الرابعة وربما الخامسة جمهاهيريا, ولكم ان تتصوروا مايتقاضاه الصفوة من الوجوه الأعلانية والأعلامية.. وليت شعري هل هناك قامة فكرية عربية نعتز بثقافتها وماتحمله من فكر تتقاضي ولو نصف هذا المبلغ لسنة كاملة وليس ثلاثة ارباع الساعة؟.طيب الخمسون الف دولار هذه اجرة ثلاثة ارباع الساعة تري في هذا الزمن الصعب كم عائلة نازحة قسرا سوف تستر؟وكم يتيما فقد ذويه سوف تنصر؟وكم امراة في مهب الريح سوف تنصف؟.. اننا نتكلم عن زمن 'العوالم'وليس 'العولمة'.. هناك الكثير من الجياع علي الأقل بعد الربيع الخريفي الذي دمر ماتبقي من 'الحلم العربي'.. لن اكلمكم عن ملايين الدولارات التي يلصقها التجار بدمائنا, وقوت يومنا والمخدرات, والأسلحة, علي صدور الراقصات المكشوفة في الملاهي الليلية ليدسن وهن يهززن قاماتهن 'الهيفاء' علي وقع الطبول فوق الاف الدولارات بلا مبالاة وهن يستعرضن مالذ وطاب من اجسادهن.. نعم ايها الانسان هناك سياسة جعلت الأطفال في هذا البرد الشديد بلا اهل ولا مأوي ولاحتي يد بيضاء تنتشلهم من واقع مزر, العاهرات والعاهرون في الفن والسياسة هم من يأكلوا الشعوب ويقتاتون علي دموع الربيع الناشف.. لو اننا نتحلي بالقليل من الانسان لما وجدنا جارا جائعا ولاطفلة تنهشها الذئاب البشرية ولاطالب علم يكنس الشوارع ويرمي كتبه في المزابل التي يلمها.. لكن هناك بعض الشذرات المضيئة, هناك رجل غني يشتري الفتيات الايزيديات اللائي يبعن في سوق النخاسة 'الداعشي' بعد ان سلبن من كرامتهن وحريتهن واهلهن بسبب المصائب والنكبات السياسية يشتريهن لاليتمتع بغض اجسادهن بل ليزرع فرحة في عيون اهلهن عندما يعيدهن الي ذويهن.. هل رأيتم اي تجارة رابحة يااصحاب الأموال؟.