بعث مجدي حسين رئيس حزب الاستقلال برسالة من محبسه حيّا فيها قرار الحزب الانسحاب من تحالف مايسمي دعم الشرعية، وقال في رسالة مطولة أنه يرفض إنهاء حياته السياسية تحت راية الاخوان وبعيدا عما احتوته الرسالة من مفاهيم مغلوطة وتبريرات ساذجة ومزاعم حول ما يزال يطلق عليه الانقلاب، فإننا ننشر رسالته أعمالا بحق الخلاف في الرأي الذي نؤمن به، طالما ظل بعيدا عن الدعوة للعنف، وان كان مجدي حسين من اول من دعوا للعنف ضد الدولة في مواقف وكتابات ثابتة.. وهنا نص الرسالة: الأخوة في قيادة حزب الاستقلال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: لقد ظللنا لمدة عام كامل نناقش مراراً وتكرارا إعلان موقف الانسحاب من لجنة أو تحالف دعم الشرعية مع استمرار موقفنا الثابت الرافض لانقلاب 3 يوليو 2013، وأنا اذ أحيي اليوم من محبسي القرار الذي اتخذته الأمانة العامة للحزب في اجتماعها الأخير بقيادة نائب رئيس الحزب الأستاذ عبد الحميد بركات بتجميد ووقف نشاطنا داخل تحالف دعم الشرعية بقيادة الاخوان، أعيد توضيح الموقف باختصار: '1'ان السبب الوحيد لذلك أن استمرارنا في هذا التحالف يعني العمل تحت راية الاخوان المسلمين لأنهم هم التنظيم الأكبر ولهم الدور الأكبر في الفاعليات وهم يفعلون ما يريدون، ولا يستجيبون لأي من مطالبنا الأساسية، وهم يفسرون دعم الشرعية في نقطة واحدة هي عودة مرسي، وهم غير مشغولين بأي قضية أخري إلا استعادة أوضاعهم في الحكم وفق نفس السياسات، ووفق نفس التفاهمات مع أمريكا: الاعتراف باسرائيل وكل مايتعلق بكامب ديفيد - استمرار القواعد الأمريكية في سيناء- استمرار التطبيع مع اسرائيل واتفاقية الكويز- استمرار المعونة الأمريكية والتسليح الأمريكي للجيش المصري- استمرار كل الأوضاع والمصالح الأمريكية في مصر كما هي- سرقة الغاز والبترول المصري- التسهيلات العسكرية- تسهيلات العبور لقناة السويس.. الخ، فالاخوان غير مشغولين.. بقضية الاستقلال، ولا العدالة الاجتماعية 'يمكن الرجوع لمقالي :خلافاتنا مع الاخوان'. '2' ان اشتراكنا في هذا التحالف كان بسبب رفضنا القاطع للانقلاب العسكري، وعلي أمل أن تتطورنظرات ورؤي الاخوان. ولكن هذا لم يحدث فالاخوان حريصون علي علاقات مع أمريكا والغرب، وقد طالبنا في وثيقة العهد بأن يتخذ الاخوان ومرسي موقفاً واضحاً من قضيتي الاستقلال والعدالة الاجتماعية وعرضناها عليهم ولم نتلق أي رد حتي الآن وللأمانة فقد كان هذا موقف معظم الأحزاب الاسلامية الأخري، وقد رأوا جميعاً أن نكتفي بمسألة الديمقراطية والعودة لاختيار الصندوق. '3' ان استمرارنا في هذا التحالف الذي لا يأخذ برأينا في أمور نعتبرها جوهرية وأساسية بل سبب ضياع الثورة 'تجاهل الهيمنة الأمريكية- الصهيونية علي السلطة في مصر' يضعنا في موقف ذيلي للأخوان المسلمين. في حين أن خروجنا من هذا التحالف لا يعني عقد أي مساومات مع الانقلاب العسكري فستظل مواقفنا كما هي، ويمكن أن ننسق مع الحركة الاسلامية أو أي حركات ثورية أخري فيما نراه مطلوبا ولا خلاف عليه، فنحن لن نتخلي عن قضية الحريات بطبيعة الحال. كذلك فنحن سنظل علي مواقفنا الرافضة للتنكيل بالاخوان بدون أي أساس قانوني صحيح، ونرفض تلفيق القضايا التي تعرضوا لها، والحملات الاعلامية الهابطة ضدهم. '4'إن هدفنا المعلن هو بلورة طريق ثالث بين الانقلاب وبين عودة الاخوان للحكم، وشرحنا ذلك في مجال آخر، ولاشك أن موقفنا من التحالف قد تغير منذ اصدار وثيقة العهد ولكننا لم ندرك ضرورة الانسحاب من تحالف دعم الشرعية، وللأمانة فقد كنت شخصيا أطالب بذلك منذ قرابة العام وكنت في موقع الأقلية بالحزب. '5'أخيرا هناك مسألة شخصية لابد من طرحها، فأنا غير مستعد أن أنهي حياتي بالسجن بتهمة التبعية للاخوان المسلمين. ولطالما كانت لدي آمال كبيرة أن يتغيروا ولكن القيادة الراهنة لا أمل فيها وسنظل نحب ونأمل خيراً في القواعد والشباب، مرة أخري لست مستعداً أن أنهي حياتي الشخصية والسياسية بهذه التهمة السخيفة 'أنني أعمل تحت راية الاخوان'، لأنني أري أن مصر والحركة الاسلامية لن يتجاوزا الأزمة الراهنة إلا بتجاوز مدرسة الاخوان التي انتهي دورها التاريخي. وأقبل بصدر رحب أن أحاكم وأسجن أو أعدم بتهمة مستقلة عن الاخوان، بتهمة تتعلق بنشاطنا الخاص حتي وان كانت ملفقة. ستقولون ما الفرق؟ أقول بالنسبة لتهمة العمل تحت راية الاخوان فهي ليست ملفقة، فنحن نعمل تحت راية الاخوان اذا استمرينا في هذا التحالف، ولن أستطيع أن أدافع عن نفسي أمام الله وأمام محكمة التاريخ أو أمام الشعب أو أمام ضميري!! الأمر الآخر هل يمكن أن نحقق شيئاً إذا استقلينا عن الاخوان كعمل جبهوي؟ 'بالمناسبة أنا لا أطرح القطيعة أو وقف الاتصالات الثنائية فالاخوان فصيل مصري سواء اتفقنا أو اختلفنا معه'، لايهم ماذا يمكن أن نحقق المهم أن نرفع راية الحق، وأن تكون راية الحق منفصلة عن أي تشويش، فنحن نقيم الحجة علي الاسلاميين وعلي الشعب المصري في كل الأحوال.. والله شهيد بيننا وبينهم. أكرر للمرة الألف أن مشكلة مصر.. هي أمريكا.. ثم أمريكا.. ثم أمريكا 'بما يعني التبعية للحلف الأمريكي الصهيوني'.. وتجاهل العسكروالاخوان معاً لذلك، وتجاهل العلمانيين والاسلاميين لذلك هو سبب استمرار ضياع مصر.. وضياع الثورة. ختاما أرجو أن تتقبلوا تحياتي وتقديري لمواقفكم الحقة.. معاهداً الله سبحانه وتعالي أن أظل مجاهداً مع الشعب المصري علي نفس الدرب ووفقاً لنفس المبادئ، وثقتي كبيرة بل لدي يقين أن المصريين سيدركون ما نقوله.. ولكن أتمني علي الله أن يحدث هذا وأنا علي قيد الحياة حتي أري مصر حرة قبل مواراتي في التراب، ولكنني أعلم علم اليقين أيضا أن الله سيرعي مصر، وما أنا إلا مجرد جندي أحاول أن أكون سبباً، وأن أقوم بالواجب.. ويعلم الله أيضا أن أطماعي الكبري هي في الآخرة ولا أملك في سجني إلا ترديد دعاء الرسول الأكرم 'اللهم اني أشكو لك ضعفي وقلة حيلتي وهواني علي الناس، يارب أنت ربي ورب المستضعفين إلي من تكلني إلي بعيد يتجهمني أم إلي عدو ملكته أمري.. إن لم يكن بك غضب عليٌ فلا أبالي'. نعم.. هذا فقط الذي أراه الآن 'إن لم يكن بك غضب عليٌ فلا أبالي'. 'هذا وكانت الأمانة العامة للاستقلال قد اتخذت قراراً بتجميد عضوية الحزب في تحالف دعم الشرعية وفوضت الهيئة القيادية للحزب بتوقيت اعلان هذا القرار'