وسط حشود جماهيرية كبيرة من مختلف دول العالم المولعه بالحضارة المصرية، افتتح الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة يصاحبة مستشار رئيس الجمهورية الايطالي بمقر الاكاديمية المصرية بروما التي تترأسها الدكتورة جيهان زكي اول معرضاً في العاصمة الايطالية لمستنسخات طبق الاصل لمقبرة توت عنخ امون بجانب افتتاح الجناح المصري الذي أقيم في قاعة 'الفيتوريانو' التي تعد أهم قاعات العرض في روما، وضم المعرض 22 مستنسخاً يضاهيان تماماً القطع الأثرية الاصلية لمقبرة توت عنخ آمون وتعد هذه القطع الاثريه أيقونة مصرية فريدة من إبداعات المصري القديم، تسبح في فضاء سينوغرافي ساحر، لتحكي قصة واحد من أشهر ملوك الفراعنة، وضع بجوار كل منها بطاقة وصف علمية، كتبت باللغتين العربية والإيطالية بدقة شديدة لتسرد قصة القطعة وخامات صنعها ووظيفتها حيث يهبط الزائر، درجات سُلَّمٍ، ليفاجأ فور نزوله بصوت المكتشف الأثري الشهير 'هوارد كارتر' قادماً من فيلم وثائقي يروي قصة اكتشاف توت عنخ آمون، تتصدره كلماته الشهيرة ثم يدخل الزائر في أجواء معرض يحاكي مقبرة توت عنخ آمون في بهائها وفرادتها، فيجد في البهو المؤدي إلي المعرض نموذجاً لتمثالي الملك توت عنخ آمون اللذين عثر عليهما بحجمهما الطبيعي في الردهة الأولي من المقبرة الملكية بوادي الملوك، تتوسطهما صورة بالأبيض والأسود لنفس التمثالين وهما يحيطان المقبرة من الخارج لحظة اكتشافها. بدأت مراسم الافتتاح بكلمة القاها الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة وجه خلالها عدة رسائل ثقافية للغرب حيث دعا نخبة المثقفين الإيطاليين إلي التوحد مع مصر وكافة دول حوض البحر المتوسط لاستخدام الثقافة كقوي ناعمة قادرة علي مواجهة الإرهاب الذي يحيق بالمنطقة، وحثهم علي استدعاء التاريخ المصري العريق، والتأكيد علي قدرة شباب المبدعين المصريين علي مواصلة ما شيده أجدادهم، واشار الي الأستراتيجية التي تضعها وزارة الثقافة المصرية حالياً، ومهمتها التنويرية التي تتصدي لها، معلناً عقب اجتماعاته بوزير الثقافة الإيطالي، ومستشار رئيس الجمهورية الإيطالي لشئون التراث الثقافي، ونخبة من المسئولين عن الشأن الثقافي والمهتمين بالثقافة والفنون المصرية، عن الاتفاق علي إطلاق مؤتمر لدول البحر المتوسط لمواجهة الإرهاب يقام بالتعاون مع مصر وإيطاليا كما أكد علي اهمية الاستفادة من هذا الحدث المصري الأبرز في إيطاليا هذا العام ووصف الأكاديمية المصرية للفنون بروما، بأنها سفير للثقافة المصرية وبوابه ذهبية للعبور بحضارتنا العريقة الي اوروبا واظهار الوجه المشرق للثقافة المصرية الضاربه بجذورها في اعماق التاريخ حتي تظل أصداء مصر، في كافة المحافل الثقافية في العاصمة الإيطالية العريقة. ومن جانبها قالت الدكتورة جيهان زكي رئيس الاكاديمية المصرية بروما لم تكن إدارة الأكاديمية المصرية للفنون بروما، هذه المنارة العربية والأفريقية الوحيدة التي تطل علي عاصمة الفن الأوروبية الشهيرة، بعيدةً عن مواكبة ما يجري في العالم من تطور فكري للدعاية للسياحة الأثرية بأفضل السبل، وأقلها كُلفةً، وأوسعها نطاقاً. وهي فكرة استخدام مستنسخات طبق الأصل لبعض المقابر الأثرية، وهي الفكرة المعمول بها في العديد من دول العالم، مثل بعض الكهوف الأثرية في إسبانيا وفرنسا، كما رصدت الأكاديمية النجاح المذهل الذي حققته بعض معارض المستنسخات الأثرية المصرية التي أقيمت بالخارج، واضافت ان منذ الإعلان عن افتتاح هذا الجسر الذي عبر البحر المتوسط ليلقي زهرة مصرية في قلب الحضارة الرومانية، وفد الزائرون بكثافة لزيارة هذا الجناح المتخفي النادر، والمحت الي انها تمتلك جدول مكتظ بالأيام المتاحة لأطفال المدراس الإيطالية لزيارة المتحف، وهم من الفئات الهامة التي تستهدفها، ليصبحوا في الغد سفراء لوطننا العزيز'. وإنها فرصة ذهبية لإعادة المهتمين بالحضارة المصرية إلي كنف حضارتنا الخالدة، وخدمة جليلة تقدم لذوي الإعاقة والمكفوفين ليتحسسوا بأصابعهم كنوزنا النادرة، وفضاء رحب لاستيعاب أطفال المدارس الإيطالية وأبناء الجيل الثالث من الجالية المصرية في إيطاليا لهذا الدرس الفني العريق، لنغرس فيهم قيم وتفاصيل الحضارة المصرية القديمة بالاضافة الي إقامة أمسيتين احتفاليتين تمهيدا للمعرض بعنوان 'كنوز التراث المصري.. توت عنخ آمون سفير الحضارة الخالدة' في اكتوبر الماضي حضرهما مستشار رئيس الجمهورية الإيطالي لشئون التراث الثقافي السيد لويز جودار، وسفير مصر لدي إيطاليا السيد عمرو حلمي وكوكبة من خبراء علم المصريات الإيطاليين.