السودان اليوم عند مفترق طرق خطير.. ولم يكن إنفصال الجنوب سوي البداية الفعلية لمخطط التجزئة.. فمن الآن فصاعدا سوف ينتقل السودان من مرحلة التقسيم إلي مرحلة التفتيت.. وسوف نشهد في المقبل من الأيام تزايد دعاوي الإنفصال بعد ان نجحت خطة فصل الجنوب عن الشمال.. فبينما الجميع يترقب ماستسفر عنه عملية التقسيم علي الأرض.. سوف تتحرك القوي الدارفورية المناوئة والأخري المتربصة بشرق السودان لتحقيق أهدافها في إنفصال مماثل.. وسوف تسعي القوي المعادية للسودان ومن دول الجوار إلي دعم مخططات التمزق والتشرزم والإنفصال. ولاشك أن الهدف من وراء ذلك ليس السودان الذي خارت قوته.. ووهنت وحدته.. بل هي مصر التي لاتزال وبرغم كل التردي الذي تحياه في أكثر من منحني تشكل عوامل قلق لدوائر الغرب المعادية.. والصهيونية التي تبدو أصابعها بالغة الوضوح في مخطط تقسيم السودان.. ولأن شعب وادي النيل.. في شمال وجنوب الوادي يدرك تلك الحقيقة فإن نهر أحزانه يجري مع النهر الخالد.. والذي ربط ووحد البلدين عبر آلاف السنين حتي إبتلاه الله سبحانه وتعالي بحكومات وأنظمة ضربت بضعفها وحدته المشتركة.. وفصلت جزءا عزيزا من ارض السودان الشقيق. "يتبع"