رحبت السلطة الفلسطينية امس بقرار تشيلي الاعتراف بفلسطين دولة 'حرة ومستقلة'، معتبرة انه 'انجاز للديبلوماسية' التي يقودها الرئيس محمود عباس، وعبرت عن تفاؤلها بأن تقوم دول اخري في العالم بخطوة مماثلة. من جانبها، اعربت اسرائيل عن اسفها، وإن اعتبرت ان موقف سانتياغو قريب من موقفها كون القرار لا يتضمن اعترافا بحدود عام 1967. وكانت الحكومة التشيلية تبنت اول من امس علي لسان وزير خارجيتها الفريدو مورينو قراراً يعترف بفلسطين 'دولة حرة مستقلة وذات سيادة'، لتحذو بذلك حذو دول عدة في اميركا اللاتينية هي: الارجنتين والبرازيل وبوليفيا والاكوادور. واعلن في بيان امام الصحافيين ان 'حكومة تشيلي قررت الاعتراف بفلسطين دولة حرة ومستقلة وتتمتع بالسيادة'. لكن البيان التشيلي لم يشر الي حدود هذه الدولة الفلسطينية، واكتفي وزير الخارجية بالقول: 'نقوم بهذه الخطوة في اطار قرارات الاممالمتحدة التي تؤمّن في نظرنا الاطار المناسب للمفاوضات بين الدول من أجل تسوية المشاكل المختلفة'. وجاء قرار الحكومة التشيلية الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد ساعات فقط من توصية قدمها البرلمان التشيلي للرئيس التشيلي. وفي اطار رد الفعل الاسرائيلي علي قرار تشيلي، قال مسؤول رفيع المستوي طلب عدم الكشف عن اسمه ان الاعتراف بالدولة الفلسطينية 'مبادرة لا تفيد وخالية من اي معني لانها لن تغير شيئا في الوضع الحالي ولا تؤدي الي اي تقدم في عملية السلام'. واضاف لوكالة 'فرانس برس' امس ان 'الاعلان التشيلي، مثل الاعلانات التي سبقته في اميركا اللاتينية لن تشجع الفلسطينيين علي المفاوضات'. واشار الي ان 'اعتراف تشيلي لم يتحدث عن العودة الي حدود 1967 'الذي يتطلب انسحاباً كاملاً من الاراضي الفلسطينية' ويدعو الي استئناف محادثات السلام الفلسطينية - الاسرائيلية'، معتبراً ان 'سانتياغو برهن علي واقعية وحس بالمسؤولية عبر اعلان مواقف قريبة جداً من مواقفنا'. والحدود النهائية للدولة الفلسطينية من القضايا الشائكة في مفاوضات السلام مع اسرائيل. وكانت المفاوضات المباشرة بين الجانبين بدأت في الثاني من ايلول 'سبتمبر' الماضي، الا أنها تعثرت بعد ثلاثة اسابيع من انطلاقها بعدما انتهي تجميد الاستيطان الذي استمر لعشرة أشهر. من جانبها، رحبت السلطة امس بالقرار، وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لوكالة 'فرانس برس': 'متفاؤلون ونتوقع خلال الاسابيع المقبلة مزيداً من الاعتراف بالدولة الفلسطينية من دول اميركيا الجنوبية والوسطي'. واضاف ان 'اعتراف تشيلي بنا هو انجاز للديبلوماسية الفلسطينية التي يقودها الرئيس عباس'، خصوصا 'في ظل الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة والحكومة الاسرائيلية لوقف مثل هذه الاعترافات'. واشار الي ان هذا الاعتراف سبقه تنسيق ما بين الرئيس عباس والرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا خلال زيارة عباس للبرازيل قبل ايام. وتحدث عن 'استراتيجية وضعتها السلطة تستهدف دول اميركا الوسطي والبحر الكاريبي'، موضحاً ان السلطة 'بدأت تحركا ديبلوماسيا في جزر المحيط الهاديء للحصول علي اعتراف نحو 12 جزيرة بالدولة الفلسطينية'. في السياق نفسه، رحبت مصر بقرار تشيلي، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ان هذا الإعلان يأتي اتساقاً مع الخطوات المهمة التي اتخذتها كل من البرازيل والأرجنتين والإكوادور وبوليفيا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية علي حدود الرابع من حزيران 'يونيو' 1967، لافتاً إلي أن زيادة وتيرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية أخيراً من عدد من الدول إنما تعكس حجم التأييد الذي يحظي به حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الحرة والمستقلة وذات السيادة لدي المجتمع الدولي. ودعا سائر الدول التي لم تعترف حتي الآن بالدولة الفلسطينية إلي اتخاذ خطوات مماثلة في أقرب وقت ممكن.