اعتبرت حركة طالبان أن 'ادعاءات' الرئيس الأميركي تحقيق تقدم في أفغانستان لا أساس لها ومحاولة لرفع المعنويات وذلك في معرض ردها علي إعلان الإدارة الأميركية نص المراجعة الشاملة لإستراتيجيتها في أفغانستانوباكستان ففي بيان مكتوب إرسل بالبريد الإلكتروني إلي العديد من وكالات الأنباء، قال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد إن السنوات التسع الأخيرة من الحرب في أفغانستان أثبتت أن زيادة عدد القوات لم يكن له أي تأثير ميداني، وإن هذه "الإستراتيجية فاشلة ليس علي الجانب العسكري وحسب بل وعلي الصعيد المدني والشؤون الإدارية". وانتقد مجاهد ما وصفه ادعاءات الرئيس الأميركي باراك أوباما بتحقيق تقدم في أفغانستان قائلا إن الجميع يدرك وبوضوح أن الواقع مختلف عن ما يقوله أوباما، مشيرا إلي أن "المراجعة التي أعلنتها الإدارة الأميركية ليست سوي محاولة لرسم آمال لا أساس لها".. وشدد المتحدث علي أن الخسائر بين صفوف الأميركيين تزداد يوميا، مؤكدا أن حركة طالبان لن تتوقف عن القتال حتي انسحاب كامل القوات الأجنبية من أفغانستان. علي المستوي الرسمي الأفغاني، لم يصدر أي رد فعل رسمي عن القصر الرئاسي في كابول الا أن متحدثا رسميا باسم الرئيس حامد كرازاي قال إن الرئيس أوباما اتصل بنظيره الأفغاني وأبلغه بمحتوي المراجعة قبل الإعلان عنها رسميا أمس الخميس. وصرحت النائبة البرلمانية فوزية كوفي أن المشكلة ليست "في التكتيك بل في الإستراتيجية العامة، في الرؤية الإجمالية لهذا البلد والمنطقة عموما". من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيجان فارنودي إن الأخيرة تختلف مع القراءة الأميركية التي تتحدث عن تحقيق تقدم ما في أفغانستان. وقال فارنودي إن الأوضاع بدأت تدخل في مرحلة "غير مستقرة من الصراع" مع تدفق العناصر المسلحة سواء من جانب المتمردين أو القوات الحكومية أو العصابات الإجرامية. وأعرب المتحدث عن قلقه من أن وضعا كهذا سيؤدي إلي مزيد من المصاعب الإنسانية وتشريد الناس ووقوع إصابات في صفوف المدنيين وتعطيل قدرة المواطن العادي في الحصول علي الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية. وعلي مستوي الشارع الأفغاني، نقل مراسل وكالة الأنباء الفرنسية عن عدد من المواطنين في العاصمة كابول قلقهم من أن الإستراتيجية الأميركية لم تحقق شيئا حتي الآن، وأن حل الأزمة الأفغانية لا يستند علي زيادة القوات فقط. وقال البعض إنه يتعين علي الولاياتالمتحدة بذل المزيد من الجهود لطمأنة الشعب الأفغاني ولا سيما لجهة التأكد من أن واشنطن لن تتخلي عنهم كما فعلت في السابق. وكان العديد من الخبراء والمحللين السياسيين الأفغانيين قد أبدوا شكوكا بشأن مصداقية الكلام الأميركي عن تحقيق تقدم في أفغانستان بما في ذلك قول الرئيس أوباما إن الحرب تسير علي الطريق الصحيح وعزمه البدء بسحب قواته في يوليوالمقبل علي الرغم من المكاسب الضئيلة التي تم تحقيقها من زيادة عدد القوات في أفغانستان. يشار إلي أن مراجعة الإستراتيجية الأميركية في أفغانستانوباكستان تحدثت عن نجاح القوات الدولية في وقف تقدم طالبان في العديد من المناطق الأفغانية، وتعريض العديد من زعماء القاعدة لخسائر كبيرة في صفوفهم. في الوقت نفسه ذكرت المراجعةأنه لن يكون تحقيق التقدم المنشود أمرا سهلا علي اعتبار أن تحقيق النصر النهائي يبقي مرهونا بعوامل عديدة مثل جدية وفعالية باكستان في تصفية الملاذ الأمن للقاعدة وطالبان داخل أراضيها.