طوال الأسبوع الماضي.. تحول الحاج صلاح أبو دنقل إلي نجم إعلامي.. لا يتحدث عن نفسه.. بل يتحدث عنه كل من تابعوا بإعجاب وتقدير العمل الوطني الجليل الذي قام به.. حبًا لبلده ووطنه.. في صمت.. ودون ضجيج. ففي الوقت الذي نسمع فيه عن أسماء شهيرة.. من كبار رجال الأعمال.. والمستثمرين.. وهم يخرجون علي شاشات الفضائيات.. ليعلنوا عن تبرعهم بمبالغ ضخمة لصالح صندوق 'تحيا مصر'.. دون أن يترجموا ذلك بالفعل في إيداع واضح بالبنوك.. كان الحاج صلاح أبو دنقل علي نقيض هؤلاء تمامًا.. فالرجل تحرك في سرية تامة.. ودون أن يخبر أحدًا.. وتوجه إلي أحد البنوك بالإسكندرية حيث يقيم حاملًا معه مائة مليون جنيه 'كاش' ليودعها في حساب 'تحيا مصر'. لم يفعل الحاج صلاح أبو دنقل كما يفعل غيره.. حين يقدمون تبرعًا، ولو شكليًا.. حيث نراهم يصطحبون معهم الكاميرات.. أو ينسقون مع الفضائيات ليعلنوا عن تبرعاتهم.. التي هي في غالبيتها.. مجرد 'شو إعلامي'. ولكن الرجل.. اتساقًا مع نفسه.. ومع حبه وولائه الحقيقي لبلده.. أراد أن يلقن الجميع درسًا في الحب الحقيقي لمصر.. مؤكدًا بهذا التصرف أن من يعشق تراب هذا الوطن ليس في حاجة إلي دعاية.. أو إعلان عما يفعل.. لأن مصر هي اسمي، وأغلي من كل شيء.. وقد أوضح الحاج صلاح أبو دنقل ذلك حين اضطر للرد علي هاتف قناة صدي البلد، حيث كان يهاتفه الإعلامي أحمد موسي.. فحين سأله عن مجال عمله ونشاطه.. قال بلغة الوطني الملتزم.. والصعيدي المحترم.. 'أنت يا أستاذ أحمد هتعملي دعاية.. أنا عملت إللي عملته علشان مصر.. ومش عاوز دعاية.. ولا حاجة.. وده واجب بلدي عليا'. هذا هو الحاج صلاح أبو دنقل.. الذي أعرفه عن قرب.. وتربطني به علاقة إخوة ومحبة.. أتشرف بها.. مع هذا الإنسان الصعيدي.. المصري الأصيل.. الذي بني نفسه بنفسه.. وهو مثال ونموذج للشرف والنزاهة والصدق.. والانضباط السلوكي في كل شيء.. فالرجل ومن خلال معرفتي القريبة به.. وجلوسي معه لساعات.. استمع إليه بإنصات واهتمام.. لأن كل كلمة يتفوه بها تحمل في دلالاتها كل حكم أهل الصعيد الشرفاء. هو يعمل في صمت.. ويفعل كل ما يطلب منه من أجل وطنه دون ضجيج.. وقد وقف مع هذا البلد في محن عديدة، وقفة الوطني المخلص، والحريص علي أمن بلده ودعمه واستقراره.. وهو ليس من الفئة التي تحقق الأرباح علي حساب الصالح العام.. لأنه يمتلك إدارة أمينة لشركاته، يعمل فيها أولاده النجباء.. الذين أحسن تربيتهم.. وراح يستعين بهم في كل أعماله.. وبأمانة وصدق يعطي ما للدولة من التزامات.. سواء أكانت ضرائب، أو غيرها.. ويمنح عمال شركاته حقوقهم بإخلاص. وهو فوق كل ذلك.. أمين مع مسقط رأسه 'أسيوط'.. فهو من أبناء 'درنكة' وابن لعائلة عريقة.. وهي عائلة أبو دنقل.. التي تتمدد في العديد من محافظات مصر.. ما بين قنا.. وأسيوط.. وحتي السويس.. والإسكندرية.. فهو لا يبخل علي مد يد المساعدة لكل ما تحتاجه أسيوط من عون في مرافقها العامة والخاصة. والأهم من كل ذلك.. أن الحاج صلاح أبو دنقل.. ورغم كل ما فيه من خير ونعم.. منحها له الله سبحانه وتعالي بفعل جهده وإخلاصه.. فلا يزال هو الإنسان البسيط.. الذي لا تشعر حين تجلس معه، أو تحادثه، إلا بهذا القلب الطيب.. الوفي.. البار بأهله.. وبخاصة السيدة والدته.. متعها الله بالصحة والعافية.. والتي لا يكاد يفارقها.. يأكل معها.. ويجالسها.. ويعمل بكل ما آتاه الله علي كسب ودها ورضائها. هذا هو النموذج الأصيل.. والغائب عن الواجهة.. واجهة الإعلام.. بإرادته الحرة.. ولكن قلبه مفعم بالصدق والوفاء والإخلاص لأهله.. ومجتمعه.. ووطنه.. هو نموذج نتمني تكراره في هذا الزمان العجيب.