في تاريخ لقاء المنتخب المصري مع منتخبات القارة الأفريقية كانت لقاءاته مع دول شمال أفريقيا وبخاصة تونس والجزائر والمغرب أكثر حماسة وندية لما تحمله من حساسية شديدة لحرص تلك المنتخبات علي تحقيق الفوز لشعوبها العربية المتعطشة للفوز والتي لا تتحمل الهزيمة أمام المنتخب المصري الذي يسعي بدوره لمحاولة الفوز أيضا، وإن كان لا يحالفه الحظ بسبب التشاحن الشديد الذي كثيرا ما تخطي حد العنف ووصل إلي شبه القطيعة السياسية، وهو ما لا نشاهده في لقاءات منتخب مصر مع باقي البلدان الأفريقية من أصحاب البشرة السمراء التي نشاهد فيها تفوق المنتخب المصري في كثير من اللقاءات الدولية والودية انعكست بالإيجاب علي تصدر مصر في الحصول علي 7 بطولات في بطولة الأمم الأفريقية طوال تاريخها. وضمن تلك المنتخبات العربية بالقارة الأفريقية يأتي لقاء منتخب مصر مع منتخب تونس في مرتبة المنتخبات الكبيرة التي تتعطش جماهير الكرة إلي مشاهدة هذا اللقاء الذي عادة ما يكون قوي وحماسي بين المنتخبين، ويأتي اللقاء القوي بين المنتخبين غدا بإستاد الدفاع الجوي بالقاهرة في إطار التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأفريقية بالمغرب 2015 ضمن المجموعة السابعة القوية التي تشتمل أيضا علي كلا من منتخب السنغال وبتسوانا والتي يطلق عليها المجموعة الحديدية، بعد أن خسر المنتخب المصري مباراته الأولي في الجولة الأولي 2 صفر لصالح منتخب السنغال عندما ظهر المنتخب المصري بأداء ضعيف وغير مقنع وبما لم يتوقعه النقاد والرياضيون والجماهير بالقارة السمراء، يذكر أن المنتخب المصري يأمل في التأهل إلي بطولة الأمم الأفريقية هذه المرة بعد تعثره مرتين متتاليتين في عدم التأهل، بعكس المنتخب التونسي الذي فاز علي أرضه علي بتسوانا 2 : 1 وضمن الثلاث نقاط ليأتي في المرتبة الثانية في المجموعة بفارق هدف لصالح السنغال الذي يملك ثلاث نقاط وهدفين نظيفين، ولهذا يسعي كلا المنتخبين إلي تحقيق الفوز في هذا اللقاء القوي والمصيري لضمان البقاء وإمكانية التأهل لبطولة الأمم، علما بأن المنتخبين لم يظهرا في لقائهما مؤخرا مع منتخبات المجموعة بالشكل المقنع وبخاصة أن منتخب تونس حقق الفوز من خلال ضربة حرة وركلة جزاء مقابل فريق بتسوانا الذي بكر بالتسجيل في الشوط الأول من خلال هجمة مرتدة، وسوف نقوم هنا بتسليط الضوء علي تاريخ اللقاءات بين كلا من منتخب مصر وتونس لكي نتعرف علي كافة النتائج التي رجحت منتخب علي آخر طوال اللقاءات بين البلدين : التقت مصر مع تونس 34 مرة منها 13 مباراة ودية، و6 لقاءات رسمية في تصفيات كأس العالم، و6 لقاءات في كأس أمم أفريقيا، و6 لقاءات في تصفيات دورة الألعاب الأولمبية ومباراة واحدة في البطولة العربية، ومباريتين في بطولة أفريقيا، حقق المنتخب التونسي 13 فوزا علي المنتخب المصري، مقابل المنتخب المصري الذي حقق 11 فوز علي المنتخب التونسي، و10 لقاءات انتهت بالتعادل بين المنتخبين، وقد تمكن المنتخب التونسي في تلك اللقاءات من تحقيق 36 هدف في المنتخب المصري مقابل 32 هدف حققها المنتخب المصري داخل شباك المنتخب التونسي لتأتي النتائج النهائية لتلك اللقاءات لصالح المنتخب التونسي رغم أن الفوارق ليست بالكبيرة. وعن أهم المباريات والأهداف بين المنتخبين طوال تاريخهما ما يلي : جاءت أولي المباريات بين المنتخبين ضمن تصفيات أفريقيا للألعاب الأولمبية بين المنتخبين عام 1960 وانتهت بفوز مصر 3: 1، وفي لقاء العودة بتونس تعادل المنتخبين سلبا، ليلتقي المنتخبين مرة أخري خلال الألعاب الأولمبية عام 1972 وفازت فيها مصر في مباراة الذهاب 2: 0، وخسرت في العودة 3: 0، وجاءت أكبر هزيمة للمنتخب المصري خلال تصفيات العالم عام 1978 بالأرجنتين وفازت خلالها تونس 4 : 1 في قرطاج بعد أن خسرت في القاهرة في لقاء العودة 3 : 2، وعن المباريات الودية فإن نتائجها كانت لصالح مصر بعكس اللقاءات الرسمية التي جاءت من خلال اللقاءات لصالح تونس، ونذكر من تلك اللقاءات الودية المباراة التي أقيمت بين المنتخبين في 7 نوفمبر 1989 وفازت فيها مصر بثلاثية نظيفة في تونس في ذكري استقلالها وهي النتيجة الأكبر بين المنتخبين، ثم لعب المنتخبين مواجهات ودية من شهر نوفمبر وحتي يناير 1997 فازت فيها تونس في الأولي والثانية بهدفين نظيفين، وفي المباراة الثالثة فازت مصر بهدف ثم فازت في اللقاء الرابع 2 : صفر علي تونس. وفي اللقاءات الرسمية تقابل المنتخبين في تصفيات أمم أفريقيا عام 1991 وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 2 : 2 لكلا المنتخبين، ثم لعب المنتخبين في مواجهات رسمية في يناير 1997 ضمن تصفيات كأس العالم 1998 وفازت فيها تونس في لقاء الذهاب بهدف ثم تعادلت سلبا مع منتخب مصر في القاهرة، وفي آخر مواجهة رسمية فازت مصر بهدف حازم إمام في 25 يناير عام 2002 في نهائيات أمم أفريقيا، ثم التقيا وديا في مباراة في نوفمبر 2002 انتهت بالتعادل السلبي، ثم لقاء آخر بين المنتخبين عام 2005 وفازت فيها تونس علي مصر 2 : 1، وتعتبر مباراة مصر مع تونس عام 1977 في التصفيات المؤهلة لكأس العالم عام 1978 من أفضل المباريات واللقاءات بين المنتخبين التي انتهت بفوز مصر 3 : 2 بعد أن قدم المنتخب المصري أفضل عروضه عن طريق نجومه الكبار أمام كبار نجوم المنتخب التونسي أيضا وفيها أدلي الخطيب دلوه عندما سجل هدفه الأسطوري وأخذ الكرة بكعبه راوغ فيها 4 من لاعبي المنتخب التونسي وأحرز هدفه الجميل الذي ظل طويلا عالقا في أذهان جماهير الكرة العربية والأفريقية، ثم هدف حازم إمام عام 2002 في شباك شكري الواعر في عهد قيادة الكابتن محمود الجوهري للمنتخب الوطني. وخلال اللقاء رقم 35 الذي سيجمع غدا بين المنتخبين لا بديل للمنتخب المصري عن الفوز لضمان البقاء والتأهل بعد المباراة الضعيفة التي ظهر بها أمام منتخب السنغال وخسر بهدفين نظيفين يتحمل المدرب الوطني شوقي غريب نتيجتها بسبب سوء اختيار اللاعبين وبسبب سوء انتشارهم عبر مراكزهم داخل الملعب وعدم وضوح خطة واضحة أمام الجماهير لمواجهة لاعبي السنغال الأمر الذي أدي إلي ارتباك اللاعبين داخل الملعب وافتقادهم للثقة وروح اللعب الدولي والجماعي الأمر الذي أساء إلي الكرة المصرية وتاريخها العريق في القارة السمراء وتعثرها منذ فترة طويلة للتأهل إلي كأس العالم، والآن التعثر الواضح للتأهل إلي كأس الأمم رغم امتلاك مصر لكثير من اللاعبين الموهوبين والمدربين الجيدين، ولربما تأتي المباراة غدا بين المنتخبين لتحمل في طياتها الكثير من البشائر الجيدة لتحقيق الفوز وتحقيق شوقي غريب لأمانيه بالمنتخب المصري الشاب نحو النجاح الكبير في المستقبل.