أكدت مصادر في أوساط الجماعات المتشددة داخل أفغانستان أن عاملة الإغاثة الأسكتلندية البريطانية ليندا نورجروف التي قتلت قبل.. أيام في إقليم كونار في أعقاب محاولة لإنقاذها قامت بها القوات الأمريكية الخاصة في أفغانستان ، كانت في واقع الأمر عميلة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية 'سي آي إيه'. ونقلت صحيفة 'باكستان أوبزرفر' التي تصدر باللغة الإنجليزية عن هذه المصادر القول إن نورجروف التي كانت تعمل في مؤسسة 'البدائل التنموية' - وهي جمعية أهلية أمريكية - قد اختطفها فصيل أفغاني منافس كان يرغب في إطلاق سراح "رجاله" الذين يحتجزهم الأمريكيون. ووفقا للمصادر ذاتها ، فإن نورجروف كانت تشارك في جمع معلومات استخبارية لصالح القيادة المركزية الأمريكية وكانت تتستر وراء عملها في مؤسسة 'البدائل التنموية' التي تتهمها الجماعات المناهضة للولايات المتحدة في أفغانستان بأنها تعمل علي تحقيق أهداف شبكات المخابرات الأمريكية في المنطقة. وأشارت المصادر - التي يعتقد بأنها كانت ترصد اختطاف نورجروف خلال عطلة نهاية الأسبوع - إلي أن القوات الخاصة الأمريكية شنت هجوما وقتلتها لأنه "كان يخشي من أن تكون سربت بعض المعلومات الحساسة جدا عن شبكات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أفغانستان"..حيث ألقت القوات الخاصة الأمريكية قنبلة قوية علي الموقع الذي كانت نورجروف وخاطفوها الثلاثة يقيمون فيه. وذكرت صحيفة 'باكستان أوبزرفر' أن تقارير أمريكية ترددت في وقت سابق بأن ليندا نورجروف لقت حتفها نتيجة قنبلة يدوية ألقاها خاطفوها غير أنه تأكد في وقت لاحق أن القوات الأمريكية هي التي ألقت القنبلة اليدوية وليس الخاطفون. ونقلت الصحيفة عن مصادر أوساط الجماعات المتشددة داخل أفغانستان قولهم إن الدبلوماسيين البريطانيين استخدموا معارفهم الأفغان للوصول إلي طالبان ووافقوا علي التفاوض علي صفقة لإطلاق سراحها ، وتم إحراز تقدم جيد في هذا الصدد. وقالت الصحيفة إن عاملة الإغاثة البريطانية كانت تقيم في جلال آباد وتشرف علي ما يبدو علي برنامج لإعادة الإعمار قبل اختطافها لكن مصادر طالبانية تقول إنها كانت تشارك في جمع معلومات حساسة عن قيادة طالبان. وكانت قيادة طالبان الأفغانية قد نفت اختطافها لنورجروف ، فيما ترددت أنباء عن أن اختطاف عاملة الإغاثة البريطانية كان علي يد شبكة مسلحة متنافسة ومعارضة لجماعة جند الله المتهمة بالإرهاب وعمليات الخطف في إيران. يشار إلي أن نورجروف كانت قد اختطفت يوم 26 سبتمبر الماضي ومعها ثلاثة من الموظفين المحليين شرق أفغانستان وهم في موكب من سيارتين يصحبهم حارس شخصي تابع لشركة أمن أمريكية. وقال السكان المحليون في المنطقة إن القوات الأجنبية نشطت في المنطقة منذ عملية الاختطاف وأضافوا أنهم كانوا يحاولون التفاوض لإطلاق سراحها لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب نشاط القوات الأجنبية.