قال الإعلامي 'مصطفي بكري' بأنه في الثامن من شهر ابريل الماضي، قام سعد الحريري 'رئيس تيار المستقبل' في لبنان بزيارة إلي ديوان الأمير مقرن بن عبد العزيز لتهنئته بتعيينه وليا لولي العهد السعودي. وكان يرافقه في تلك الزيارة زياد الحريري، وحضر اللقاء السفير العسيري سفير المملكة في لبنان والمتواجد في المملكة وكذلك أيضا اللواء الادريسي الذي كان يشغل في هذا الوقت منصب 'نائب رئيس المخابرات' قبل ان يصدر قرار بتعينه. يقول 'بكري' في برنامج حقائق وأسرار بأنه في هذا اللقاء أبلغ الأمير مقرن السيد سعد الحريري بمضمون ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي المملكة العربية السعودية في التاسع والعشرين من مارس – اي قبل انعقاد هذا اللقاء بأيام قليلة. وأشار الأمير مقرن أن أهم ما طرحة الرئيس أوباما في زيارته الأخيرة للسعودية هو تأكيده علي محاربة الارهاب مهما كانت هويته وقال ' إن أوباما أبلغ خادم الحرمين الشريفين، أن أمريكا لا يمكن لها بأي حال من الأحوال ان تهادن أو تتتحالف مع الإرهاب، فالارهاب هو إرهاب، وأن أمريكا كانت من أولي ضحاياه. وقال إن أوباما أكد لنا أن لا ثقة بالجماعات الإرهابية وأن المرحلة من العلاقات السعودية - الأمريكية ستنمو وتتطور علي أرضية محاربة الإرهاب أيا كان مصدره. وأشار 'بكري' إلي أن الأمير مقرن أبلغ سعد الحريري أن السفير السعودي في لبنان سوف يعود قريبا إلي مقر عمله في ببيروت، حيث سيلعب العسيري دوراً كبيرا في التقريب بين اللبنانيين بهدف المساعدة في عودة الاستقرار سريعا إلي الساحة اللبنانية. يقول 'مصطفي بكري' هنا تدخل 'العسيري' وقال مازحا للحريري، خلينا نرجع مع بعض أنا وأنت' فرد عليه الحريري مبتسما ' إن شاء الله قريبا وبهمتك. وأضاف 'بكري' أكد الأمير مقرن للحريري علي أهمية الاستقرار في الساحة اللبنانية، وقال له' يجب ان يهتم اللبنانيون ويبذلون كل الجهد للحد من انعكاسات الأوضاع في سوريا علي لبنان واللبنانيين. وقال الأمير مقرن ' ان ما شهدته طرابلس من أحداث مؤلمة في الفترة الأخيرة كان يقف خلفها مجموعات من العناصر الإرهابية، وللأسف فقد انجر البعض وراءها، وقال 'أؤكد أننا في السعودية لن نتعامل مع هذه المجموعات بالمطلق، والتصدي لهذه المجموعات وعدم التعامل معها وتحجيمها هو البداية لعودة الاستقرار إلي الساحة اللبنانية'. صرح 'مصطفي بكري' بأن الأمير مقرن قال نحن في السعودية معنيون بذلك كثيرا ونشجع هذا النهج الذي بدأ يسود علي الساحة اللبنانية وقال الأمير مقرن أيضا ' إن علاقتنا ستكون مفتوحة مع الجميع، مسيحيين ومسلمين وشيعة ودروز بكل مسمياتهم وتكويناتهم، فلا فيتو سعودي علي احد في لبنان، وسيكون السفير العسيري هناك قريبا من أجل مواصلة العمل لعودة الهدوء والإستقرار علي الساحة اللبنانية. كما قال، لقد توهم البعض في لبنان، وخاصة في كتلة المستقبل، وأقول ذلك بصراحة بأنهم قادرون علي إلحاق الهزيمة بخصومهم، فاندفعوا كثيرا من أجل ذلك، وفتحوا الأبواب للميليشيات المسلحة ذات الولاءات المختلفة بالظهور واثبات الوجود علي الساحة اللبنانية، وللأسف داخل الطائفة السنية دون أن يدركوا أن ذلك سيشكل خطرا كبيرا عليهم. يقول 'بكري' أكد الأمير مقرن أن علي كتلة المستقبل أن تعيد النظر في كل ما حدث واستخلاص العبر وتحجيم وتهميش من كان له باعا في تأجيج وتوتير الساحة اللبنانية. وسأل الأمير مقرن سعد الحريري، عما إذا كان يعرف السفير الإيراني في بيروت 'غدنفر ابادي' وإذا كان التقاه سابقا. فيما لم يترك السفير العسيري المجال لسعد الحريري للإجابة فأخذ الكلمة وامتدح بطريقة مباشرة وواضحة السفير آبادي وقال عنه 'إنه مثقف وذكي ومنفتح علي الجميع بعكس كل من عرفهم من المسئولين الإيرانيين في السابق' وهو لا يغلق الأبواب امام أحد ويطرق كل الأبواب المغلقة أمامه. أكد 'بكري' بأن سعد الحريري فهم في هذا اللقاء بأن هناك توجها سعوديا جديدا سيكون علي الساحة اللبنانية، وأن قناة اتصال سعودية – إيرانية سيمثلها السفير السعودي مع السفير الإيراني في بيروت. أما الشيخ سعد الحريري فقد أبلغ الأمير مقرن عن محتوي لقائه الأخير مع وليد جنبلاط في باريس، حيث نقل جنبلاط للحريري، ما تم التفاهم عليه بينه وبين 'نبيه بري' للعمل المشترك خلال الفترة القادمة خاصة حول الانتخابات الرئاسية. وقد تضمن ما أبلغه جنبلاط للحريري الآتي: - 1 - أنه لا يمكن بالمطلق التحديد للرئيس اللبناني ميشيل سليمان 2 – نقل جنبلاط تحذيرا للحريري من تبني كتلة المستقبل لترشيح سمير جعجع 3 – نقل له موقفه وموقف نبيه بري بأنها علي استعداد كامل للاتفاق مع الحريري علي مرشح وسطي للرئاسة في لبنان يكون مشروع وحدة وتفاهم للمرحلة المقبلة، وقد أبلغ الحريري الأمير مقرن أنه كان ايجابيا مع ما طرحه جنبلاط عليه، كما أنه أبلغه أنه الأن بصدد فتح قنوات اتصال مباشرة مع الرئيس نبيه بري في هذا الشأن، وأنه أوعز أيضا لبعض قادة كتلة المستقبل وبالذات من يتبوءون مناصب رسمية في الدولة - اي الوزراء بالحكومة بالانفتاح المباشر علي حزب الله وأبلغ الحريري الأمير مقرن بن عبد العزيز أن كلا من وزير العدل ووزير الداخلية اللبنانيين قد فتحا قنوات اتصال مباشرة مع قيادة حزب الله وانهما قد وجدا تجاوبا مقبولا من قبل حزب الله وأخيرا قال 'مصطفي بكري' انه في ختام اللقاء أبلغ الشيح سعد الحريري الأمير مقرن أنه بصدد العودة القريبة إلي لبنان وهو يجري اتصالاته مع كافة الأطراف لأجل ذلك، موضحا أن وجوده خلال هذا الفترة في لبنان يخدم التعايش والاستقرار، وان عودته قد أصبحت ملحة لضبط كتلة المستقبل ووقف أية خلافات يمكن أن تكون قد تسللت إليها خلال المرحلة الأخيرة بسبب غيابه بعيدا عن الساحة اللبنانية