أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس أمس الأربعاء البدء في تنفيذ اتفاق للمصالحة يشمل تشكيل حكومة توافق وطني خلال خمسة أسابيع. وعمت البهجة قطاع غزة والضفة الغربية مع اللحظات الأولي التي أعلن فيها عن توقيع الاتفاق، الذي وضع أسسا لتطبيق بنود اتفاق المصالحة في القاهرةوالدوحة، الذي سيبدأ بتشكيل حكومة التوافق الوطني، خلال الأسابيع الخمسة المقبلة، تنطلق مع انتهاء الاجتماع المقرر للمجلس المركزي الأسبوع المقبل، مصادر وُصفت ب'الموثوقة'. وفي مستهل مؤتمر صحافي مشترك لإسماعيل هنية رئيس الحكومة في قطاع غزة وعزام الأحمد القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية التي تقودها حركة فتح والذي وصل غزة علي رأس وفد من المنظمة، قال هنية 'نزف إلي شعبنا انتهاء مرحلة الانقسام'. وجاء الاتفاق الذي شمل سبع نقاط تعالج جميع ملفات الخلاف، وفق ما جري الاتفاق عليه في القاهرةوالدوحة، بعد أكثر من 11 ساعة من الاجتماعات، علي مدار يومين متتاليين. وقال هنية، ان وفد المنظمة وحركة حماس عملا خلال جلسات الحوار ب'مسؤولية وطنية عالية'، وان 'عهد الانقسام قد ولي'. وأثني في ذات الوقت علي كل من الرئيس محمود عباس، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اللذين جري التواصل معهما بالاتصال خلال المباحثات. وشملت أولي بنود الاتفاق السبعة التي تلاها هنية معالجة ملف حكومة التوافق، وقال انه جري الاتفاق علي أن يبدأ الرئيس عباس مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني ب 'التوافق' مع الفصائل من تاريخ اليوم 'أمس'، علي أن يتم الانتهاء من المشاورات وإعلان هذه الحكومة، وفي المدة القانونية المحددة لها حسب القانون، وهي خمسة أسابيع، استنادا إلي ما جري الاتفاق عليه في العاصمة المصرية القاهرة في ايار/مايو من العام 2011. وستحل حكومة التوافق حال تشكيلها برئاسة الرئيس عباس بدلا من الحكومة الفلسطينية الحالية، التي يرأسها الدكتور رامي الحمد الله، وبدلا من حكومة حماس التي يرأسها هنية. وعلمت مصادر موثوقة أن اللقاءات بين الطرفين لم تنته، وأن اجتماعات واتصالات أخري ستبدأ بهدف تشكيل حكومة التوافق عقب انتهاء اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير السبت والأحد المقبلين. وأكد هنية أيضا أنه جري التأكيد علي ضرورة تزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، علي أن يخول الرئيس عباس، بتحديد موعد الانتخابات وإجرائها بعد ستة أشهر من تشكيل الحكومة بعد مناقشتها في اجتماع مجلس منظمة التحرير الفلسطينية. وبخصوص ملف منظمة التحرير قال هنية انه تم الاتفاق علي أن تعقد لجنة تفعيل وتطوير المنظمة اجتماعا لها، لممارسة مهامها المنصوص عليها في الاتفاقات في غضون خمسة أسابيع من تاريخه، مع التأكيد علي دورية وتواصل الاجتماعات. كذلك شمل الاتفاق أن تشرع لجنة المصالحة المجتمعية ولجانها الفرعية، باستئناف عملها فورا، استنادا إلي ما تم الاتفاق عليه في القاهرة. كما شمل الاتفاق في بنده الأخير علي تفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني المعطل ليقوم بالدور المناط به. وشكر عزام الأحمد رئيس وفد المنظمة وعضو اللجنة المركزية لفتح إسماعيل هنية، 'علي الدور المميز، الذي قام به في الاجتماعين اللذين حصلا بالأمس 'الثلاثاء' واليوم 'الأربعاء''. وتمني أن يكون هذا الاتفاق 'منطلقا لشراكة وطنية حقيقية بين جميع الأطياف والاتجاهات السياسية والفكرية في الساحة الفلسطينية'. وحث وسائل الإعلام علي أن تقوم ب 'دور ايجابي' لحماية الاتفاق الفلسطيني والعمل علي تطبيقه. وتابع 'سرعة هذا الانجاز تؤكد الرغبة لدي الفلسطينيين جميعا لأجل تحقيق الوحدة كما أنها دليل علي الوعي الفلسطيني بمستوي التحديات التي تواجه القضية'. ويستند الاتفاق الجديد إلي ما وقعته حركتا فتح وحماس في القاهرة في ايار/مايو 2011، وفي الدوحة في شباط/فبراير من العام 2012، وينص الاتفاق الأول علي تشكيل حكومة توافق وطني، وتحديد موعد للانتخابات العامة، وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وإنهاء ملف المصالحة المجتمعية والحريات العامة، فيما ينص الثاني علي أن تكون حكومة التوافق من شخصيات مستقلة برئاسة الرئيس عباس. وخلال الإجابة علي أسئلة الصحافيين قال موسي أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس، الذي حضر من القاهرة للمشاركة في المباحثات أن 'معيقات' قد تظهر في طريق الاتفاق، حين تبدأ عملية التطبيق. وقال 'لا بد من وجود الكثير من الصعوبات، لأن كل يوم مر علي الانقسام كان يزيد من العقبات ولكن نستطيع تجاوزها بوحدتنا وإرادتنا'، مضيفا أيضا 'علينا اليوم أن ننفض الغبار ونبدأ صفحة جديدة بالتوحد'. وفي أول تعليق له علي توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء أمس الأربعاء، 'لا تناقض بتاتا بين المصالحة والمفاوضات مع 'إسرائيل' خاصة اننا ملتزمون بتحقيق السلام'. وأضاف عباس في تصريحات مقتضبة نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية 'وفا' ان 'خطوة المصالحة المدعومة عربيا ودوليا، ستعزز من قدرة المفاوض الفلسطيني علي إنجاز حل الدولتين'. في المقابل اعلن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن الغاء جلسة تفاوضية كانت مقررة مساء الاربعاء مع الفلسطينيين، وذلك بعد ساعات من اعلان حركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية عن اتفاق مصالحة بينهما. وقال المتحدث باسم نتنياهو اوفير جندلمان أن 'اسرائيل' ألغت اللقاء التفاوضي الذي كان مرتقبا هذا المساء مع الفلسطينيين'. وأضاف جندلمان 'يجب علي الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يختار: إما المصالحة مع حماس وإما السلام مع 'اسرائيل'، ولا يمكنه سوي اختيار أمر واحد لا غير، لأن هذين الخيارين متوازيان لا يلتقيان'. من جهته، قال د.صائب عريقات تعليقا علي الموقف الصهيوني، ان 'نتنياهو أوقف المفاوضات منذ وقت طويل، واختار الاستيطان بدل المفاوضات وعملية السلام'. وقالت الولاياتالمتحدة أمس الأربعاء إنها تشعر بخيبة أمل بسبب اتفاق حماس ومنظمة التحرير علي تنفيذ اتفاق مصالحة وقالت إنه يمكن أن يعقد جهود السلام بشكل خطير. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي للصحافيين 'التوقيت مثير للمشاكل ونشعر بالتأكيد بخيبة أمل ازاء الإعلان'. وأضافت 'يمكن أن يعقد ذلك جهودنا بشكل خطير. ليس فقط جهودنا وإنما جهود كل الاطراف لمواصلة مفاوضاتها'.