جدد عدد من قيادات التيار الإسلامي بالجزائر تأكيدهم علي أن الصوت الإسلامي يتجه لمقاطعة خامس انتخابات رئاسية تعددية يتنافس فيها ستة مرشحين بينهم الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة والذي تشير التوقعات إلي فوزه بعهدة رابعة. واستبعدت هذه القيادات أن يؤدي هذا الفوز إلي انزلاق البلاد لحالة من الفوضي رغم حالة الاستقطاب الحادة التي خلفتها المنازلة الشرسة بين حملتي الرئيس ومنافسه القوي رئيس الوزراء الأسبق علي بن فليس فضلا عن بروز واضح لحراك احتجاجي خلال مدة الحملة الانتخابية. من جهته أكد القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة الهاشمي سحنوني في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية ' د.ب.أ' من القاهرة أن أغلب أصوات التيار الإسلامي تتجه للمقاطعة وإن كانت هناك أجنحة تؤيد الرئيس بوتفليقة وأخري تؤيد بن فليس وغيرهما من المرشحين. وفيما يتعلق بموقفه الشخصي وهل سيقاطع أم سيدعم مرشحا بعينه، قال سحنوني ' قلت من البداية إنني سأدعم من يمضي بالمصالحة الوطنية إلي نهايتها ويعيد الحقوق لأصحابها ويفرج عن المعتقلين ولم أجد بين المرشحين الستة من تكلم عن هذا الأمر سوي الرئيس بوتفليقة وبن فليس '. وتابع ' ولكن بعد المواقف الأخيرة لبن فليس قررت دعم الرئيس بوتفليقة.. بن فليس هدد بالخروج للشارع وصار حتي يهدد أبناء وعائلات الولات ورؤساء الدوائر وهذا تصرف غير مسئول وتصريحاته تلك في غير محلها خاصة في الظرف الحالي '. وأردف ' لقد ساندت بوتفليقة في العهدات الرئاسية الثلاثة الماضية من أجل الوئام المدني والمصالحة الوطنية.. ونتمني أن يمضي بالمصالحة إلي نهايتها خاصة وأنه مريض شفاه الله.. ونحن نتوقع فوزه لأنه حسب اتصالاتي مع كثير من المواطنين في ولايات عدة كان عدد منهم منقسم بين بوتفليقة وبن فليس ولكن بعد تصريحات الأخير صاروا يؤيدون بوتفليقة ويقولون إنه بالرغم من أن الرئيس بوتفليقة مريض نحن نتفاءل خيرا معه أكثر من غيره '. وعن توقعه باحتمال حدوث حراك احتجاجي واسع نتيجة لرفض أحد المترشحين وتحديدا بن فليس لنتيجة الانتخابات إذا ما فاز بوتفليقة فضلا عن احتمال حدوث حراك شعبي كذلك من المقاطعين ورافضي العهدة الرابعة، قال سحنوني ' إذا كان الناس ديمقراطيين كما يدعون فليرضوا بإرادة الشعب.. وهناك طرق قانونية وشرعية يمكن لأي معترض علي النتيجة أن يلجأ إليها.. المهم أن لا يجر البلاد إلي فتنة كالتي وقعنا فيها في 1991 و1992 '. وتابع 'ولكني لا اتوقع حدوث حراك شعبي بدرجة تؤثر علي الانتخابات أو علي حياة الشعب الجزائري.. ربما ستكون هناك مظاهرات متفرقة هنا وهناك ولن يكون لها أي أثر '. ويتفق معه الرئيس السابق لحركة مجتمع سلم' المحسوبة علي الإخوان المسلمين ' أبو جره سلطاني مؤكدا أن الاحتجاجات بالشارع ستتوقف علي مدي نزاهة الانتخابات ونسبة المشاركة بها. وقال سلطاني في اتصال هاتفي بوكالة الأنباء الألمانية ' اذا جاءت الانتخابات نزيهة وصاحبها ظهور نتائج مقبولة من الشارع الجزائري فلن يحدث شيء.. أما بخلاف ذلك فيمكن أن تحدث بعض احتجاجات من المتعاطفين مع هذا المرشح أو ذاك أو من المقاطعين شريطة أن تتم في إطار القانون وحرية الرأي والتعبير ولكن من المستبعد تماما ان يتطور الأمر إلي عصيان مدني أو غير ذلك من احتجاجات تؤدي بالبلاد لمنعطف لا يحمد عقباه '. وتابع ' التطعيم العالي الذي أخذه الشعب الذي ذاق ويلات المأساة الوطنية علي مدار عشرين عام تقريبا تجعله يرفض الانجرار وراء دعوات التصعيد والخروج للشارع واستخدام العنف من أي جهة كانت '. وتوقع سلطاني أن ينجح بوتفليقة ولكن بنسب معقولة أي دون حاجز ال60% 'طبقا لنص حديثه '، قائلا ' إذا جاءت النتيجة بفوز بوتفليقة من الدور الأول بنسبة تترواح من 56 إلي 60% يكون الأمر معقولا ويستوعبه الرأي العام بالبلاد ولكن إذا ذهبت نسبة النجاح الي ما كنا نسمع عنه بالماضي من فوز ب 90 و80% فهذا الأمر لن يستوعب '. وتابع ' نعم شعبية بن فليس في تقدم ولكن في الانتخابات الرئاسية إما أن تأخذ كل شيء أو تأخذ صفرا والفائز هو من سيصل الي نسبة الخمسين في المئة زائد واحد.. ولا اعتقد أن بن فليس سيصل إلي هذه النسبة ربما سيحصل علي نسبة تتراوح ما بين 36 إلي 45% '. وتوقع سلطاني أيضا أن لا تكون هناك مشاركة كبيرة من الجزائريين في عملية التصويت، واصفا عملية التصويت بكونها نضالية لن يتقدم لها إلا المناضلون والمتعاطفون مع هذا المترشح أو ذاك وبعض كبار السن وبعض سكان البدو أما الشباب فمعظمهم سيقاطع.. ومدي نزاهة العملية الانتخابية سيحكم عليها غدا خلال عملية التصويت '. أما فيما يتعلق بالصوت الإسلامي، فأكد سلطاني أن أغلبه يتجه نحو المقاطعة، مشيرا إلي تصريح زعيم جبهة الإنقاذ الإسلامية المنحلة عباس مدني باتخاذ موقف المقاطعة من الانتخابات كذلك مقاطعة حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وغيرها من الأحزاب والقوي الإسلامية المتواجدة بالساحة السياسية.