الغي الرئيس الاميركي باراك اوباما وحلفاؤه الاثنين قمة مجموعة الثماني التي كانت مقررة في يونيو في مدينة سوتشي، وذلك ردا علي تدخل روسيا في القرم التي بدأت كييف بسحب اخر قواتها منها. وسيتم الاستعاضة عن قمة مجموعة الثماني بقمة اخري لمجموعة السبع في بروكسل لا تحضرها روسيا، في حين لم تتم المصادقة علي قرار اخراج موسكو نهائيا من مجموعة الثماني. واظهر اوباما وزملاؤه ممثلو كندا والمانيا وايطاليا وفرنسا وبريطانيا واليابان وحدتهم عبر اجتماعهم لساعة ونصف ساعة في لاهاي علي هامش قمة حول الامن النووي. وعلق وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الغاء قمة مجموعة الثماني 'قد يكون اكثر الخطوات دلالة لانه يثبت ان كل هذه الدول لا توافق علي ضم القرم الذي بات امرا واقعا'. كذلك، توعد الغربيون موسكو بعقوبات اكثر تشددا وخصوصا اقتصادية في حال اظهر الرئيس فلاديمير بوتين مزيدا من التهديد لسيادة الاراضي الاوكرانية. ولكن قبيل اجتماع مجموعة السبع، خفف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من وطأة تهديدات الدول الغربية معتبرا ان اخراج موسكو من مجموعة الثماني لن يكون 'مأساة كبيرة' بالنسبة الي بلاده. واظهر لافروف شيئا من الانفتاح عبر عقده اجتماعا ثنائيا مع نظيره الاوكراني هو الارفع مستوي بين موسكو وكييف منذ اندلاع الازمة الاوكرانية، وقد رحب وزير الخارجية الاميركي جون كيري بهذه الخطوة. واكد الوزير الروسي ايضا ان ضم القرم الي روسيا لا ينطوي علي 'اي سوء نية' لكنه يعكس الرغبة 'في حماية الروس الذين يعيشون هناك منذ مئات الاعوام'. واعرب كيري تكرارا امام لافروف عن القلق الاميركي حيال وجود القوات الروسية علي الحدود الاوكرانية واحتمال فقدان بعض الجنود الاوكرانيين، وذكره بان اوباما كان وقع امرا من شانه تسهيل 'معاقبة قطاعات صناعية محددة اذا واصلت روسيا هذا التصعيد'. وكان اوباما صرح في وقت سابق ان 'اوروبا والولايات المتحدة متحدتان في دعم الحكومة والشعب الاوكرانيين، ونحن متحدون لجعل روسيا تدفع ثمنا بسبب الاعمال التي قامت بها حتي الان'. وفي القرم، هاجمت القوات الروسية الاثنين سفينة اوكرانية، واورد مراسل فرانس برس انه سمع اطلاق نار وشوهدت سحابة كثيفة من الدخان تتصاعد من السفينة. من جانبه، كرر وزير الخارجية الاوكراني ان بلاده تامل بتسوية الازمة الراهنة بالطرق الدبلوماسية وقال ان 'موقف الحكومة يقضي باستخدام كل السبل السلمية لتسوية هذا النزاع سلميا، لكننا نجهل خطط روسيا وخطط الرئيس بوتين'. واضاف الوزير قبل اجتماعه بلافروف 'لهذا السبب نطلب لقاء الروس، نريد ان نعلم بما يفكرون في شان اوكرانيا'. وتزامنت هذه الجهود الدبلوماسية مع قرار كييف بسحب جنودها من القرم. وقد وقع الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف مرسوما يلحظ اعادة نشر القوات الموجودة في شبه الجزيرة في جنوباوكرانيا. وبعدما سيطرت فجرا بالقوة علي قاعدة لمشاة البحرية في فيودوسيا، انهت القوات الروسية سيطرتها علي القرم بعد شهر من الاطاحة بالرئيس الاوكراني السابق المؤيد لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. وصباح الاثنين، اعرب البيت الابيض عن 'قلقه الكبير' حيال خطر التصعيد الناجم عن وجود وحدات روسية علي الحدود الشرقيةلاوكرانيا. وكان مسؤول في الحلف الاطلسي اوضح الاحد ان الحلف يراقب من كثب الانتشار الكثيف للقوات الروسية علي الحدود الاوكرانية والذي قد يؤدي الي تدخل لموسكو في شرق اوكرانيا، الامر الذي سارع الكرملين الي نفيه. وفي زيارة ذات بعد رمزي، توجه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الي القرم الاثنين لتفقد المنشات العسكرية ليكون بذلك ارفع مسؤول روسي يزور شبه الجزيرة منذ الاستفتاء الاخير حول ضمها الي روسيا.