إن العلاقة بين روسياوأوكرانيا علاقة أزلية قوية وهناك روابط تاريخية، عرقية، ثقافية و مصالح مرتبطة بين البلدين. فالعلاقة بين الجارتين بالغة الأهمية بالنسبة لكليهما حيث أن الغزال الأوكراني يمثل عمق إسترتيجي وأمن قومي للدب الروسي فأوكرانيا الحائط الأول لسد أي عدوان علي الإتحاد الروسي من أوروبا الغربية، بينما أوكرانيا يعتمد إقتصادها بالكامل علي النفط الروسي الرخيص وعلي علاقتها التجارية مع روسيا. فالعلاقة بين البلدين كالعلاقة بين ' أمريكا وكندا ' و 'مصر ودول الخليج '. بدأت الأزمة الأوكرانية عندما طفح الكيل من الشعب تجاة حكومة الرئيس فيكتور يانكوفيتش المتلسطة الضعيفة التي تعتمد علي روسيا المتحكمة فيها كالدمية . فظهرت موجة من الاحتجاجات الشعبية، فحاولت روسيا علاج الأزمة من خلال منح إقتصادية جديدة لأوكرانيا في محاولات لإغراء الشعب الأوكراني بالنقود.فكل مرة يصل فيها المتظاهرون إلي إتفاق مع الحكومة تتدخل أيدي خفية من ورائها الغرب، فيتم خرق الإتفاق وتبدأ موجة جديدة من العنف أطاحت بالرئيس الأوكراني وحكومتة وهروبهم خارج البلاد.فتحقق مطلب حلف الناتو بتوسيع حدودة والزحف علي حدود روسيا وتضييق الخناق عليها. فشعرت روسيا بضيق النفس الشديد الذي سببة الغرب لها من خلال حشرها في زاوية ضيقة لاتستطيع الحراك فيها. فلم تجد روسيا طريقة سريعة للخروج من عنق الزجاجة ألا أن تغزو أوكرانيا بهدف العمل علي إرجاع النظام القديم أو التوصل علي إتفاق مع القوي الثورية الجديدة بضمانات دولية بحيث تكون أوكرانيا طرف محايد بين الصراع الروسي الغربي . فوجدت روسيا الحجة في تبرير غزوها لأوكرانيا وهي حماية المواطنين في شبة جزيرة القرم الذين ينحدرون من أصول روسية ويتحدثون اللغة الروسية من شبح العنف الذي يسيطير علي أوكرانيا. بالرغم من أن الجيش الروسي يستطيع أن يسحق نظيرة الأوكراني ويصل إلي كييف العاصمة إلا ان الجيش الأوكراني سيتعامل مع نظيرة الروسي من خلال عدم المواجهات المباشرة علي غرار حروب الشوراع. وهنا لن يتدخل حلف الناتو نظرا لعدم جاهزيتة وقدرتة علي الدخول في حرب روسيا خصم لة فيها. وإنما سيعمل علي دعم الجيش الأوكراني بالأسلحة المتقدمة لكي تكون قادرة علي الصمود لأكبر فترة ممكنة. وهذا مايريدة الغرب من روسا من حيث إنهاك قواها العسكرية وأقتصادها المتقدم في الحرب الأوكرانية. فهم كما سقطوا من قبل في المستنقع الأفغاني والعراقي من قبل يريدون لروسيا أن تقع في المستنقع الاوكراني. فالأجدر لروسيا أن تعمل أحد الخيارين الأول: تدخل عسكري محدود في شبة جزيرة القرم ومن ثم تكون في موضع قوة تتفاوض من خلالة مع القوي الغربية ليضمن لها بقاء أوكرانيا كطرف محايد، الثاني: كسر شوكة الغرب من خلال التحالف مع أطراف لها تاريخ عدائي مع الغرب والولايات المتحدةالأمريكية مثل أيران وسوريا وكوريا الشمالية فبالرغم أن المحور الأمريكي هو الأقوي والأكبر في المعادلة إلا أن المحور المعادي سيكون مؤثر وفعال ويشكل خطرا علي إستقرار الوضع الأمني والإقتصادي لتلك الدول. ومن ثم تعمل تلك الدول علي إبعاد ذلك الخطر عنها والدخول في مفاوضات مع روسيا وهنا ستكون الأزمة الأوكرانية في مقدمة تلك المفاوضات.