توفي المخرج الفرنسي آلان رينيه عن عمر ناهز 91 عاما بعد مسيرة سينمائية حافلة امتدت لأكثر من 60 عاما. وأكد منتج أفلامه جان لوي ليفي، نبأ وفاة المخرج في العاصمة الفرنسية باريس. كانت آخر أعمال رينيه فيلم 'حياة ريلي'، وهو مأخوذ عن مسرحية للكاتب الإنجليزي آلان أيكبورن، وعرض لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي في فبراير الماضي.ويعد رينيه من المخرجين الذين واكبوا الموجة الجديدة للسينما الفرنسية، لكنه تبني أيضا الحداثة والسيريالية في أعماله. وهذا الفيلم هو ثالث عمل يأخذه المخرج عن مسرحية كتبها أيكبورن، وهو ما يعكس مدي اهتمامه بالمسرح كأساس لأعماله السينمائية. وحصل الفيلم علي جائزة الدب الفضي ألفريد بوير، للفيلم الروائي الذي يفتح آفاقا جديدة. ولم يحضر رينيه حفل التكريم، وأوفد منتج أفلامه ليفي لاستلام الجائزة نيابة عنه. وجذب رينيه الانتباه لأول مرة عام 1955، عندما قدم فيلمه الوثائقي 'الليل والضباب'، الذي ركز علي معسكرات الاعتقال النازية. وجاء فيلمه السينمائي الأول ليهتم أيضا بالرعب الذي تسببه الصراعات لكن هذه المرة كان في اليابان حيث مدينة هيروشيما التي عانت من ويلات إلقاء القنبلة الذرية عليها، وجاء الفيلم بعنوان 'هيروشيما حبي' عام 1959. وتناول في هذا العمل، مع الروائية مارغريت دورا، فكرة استحالة الحديث عن حدث معين، لأنه رأي أنه لا يمكن تصوير الدمار الذي خلفته القنبلة بشكل درامي. وترشح فيلم 'هيروشيما حبي' لنيل جائزة الأوسكار أفضل سيناريو، ونال العديد من جوائز النقاد كأفضل فيلم أجنبي. واندرج الفيلم تحت مظلة الموجة الفرنسية الجديدة الناشئة، والتي تضمنت أيضا عددا من المخرجين، مثل فرانسوا تروفو وجان لوك جودار. غير أن رينيه قال إنه لا يعتبر نفسه جزءا من الحركة. ونال المخرج الراحل عددا من الجوائز في مهرجانات سينمائية كبري، منها جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي عام 1969 عن فيلمه 'العام الماضي في مرايينباد'. كما حصد جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين عن فيلم 'التدخين/ لا للتدخين' و'نعرف الأغنية'. وكرمه مهرجان كان السينمائي عام 2009، ومنحه جائزة الإنجاز مدي الحياة. وتزوج رينيه زوجته الثانية سابين أزيما، عام 1998، في مدينة سكاربورو البريطانية، التي شهدت بدايات أعمال الكاتب المسرحي آلان أيكبورن. وقد لعبت أزيما دور البطولة في غالبية أفلام رينيه منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي.