سؤال: هل سيأتي اليوم الذي أشهد فيه في مصر تنافسًا حضاريًا بين المرشحين في أي انتخابات؟!!.. سؤال تبدو أن الاجابة عليه الآن صعبة جدًا، ويبدو أنني لم ولن أري هذا المشهد في البقية الباقية من حياتي وربما بعد مماتي بعقود في ظل هذا المشهد العبثي الحادث الآن في مصر، وللأسف البطل الأول في تعميق هذا المشهد العبثي وتضخيمه بعض الاعلاميين والضيوف في برامج التوك شو، الذين يتعدون أدوارهم وحدودهم ويتزيدون في الكلام بما يوحي بأنهم أصبحوا أوصياء علي الشعب المصري، والمتحدثين باسمه، متجاهلين حقيقة أصبحت واضحة وضوح الشمس منذ ثورة 25 يناير أن هذا الشعب خرج من الشرنقة، وأصبح حرًا في خياراته، بل مدركًا للغث والسمين الذي يقدم له يوميا، وهو ما أظهره بعفوية وإصرار بعيدًا عن بعض الأحزاب الورقية في ثورة 30 يونية.. وأنا هنا لا أقصد الاعلام الهادف المحرض في الحق والكاشف للحقيقة بما يخدم مستقبل مصر وشعبها.. والذي كان له دور فاعل وحقيقي ومعين للشعب علي اتخاذ القرار الصواب.. لكن هناك البعض الذي تصور نفسه أنه والعياذ بالله 'العاطي الوهاب'، وأنه يمتلك زر التحكم في مشاهديه الذين يقدرهم هو في خياله بالملايين، وأنهم خانعون وطائعون له، وما عليه إلا أن يوجه بوصلته.. اكرهوا هذا فيكرهوه، أحبوا هذا فيحبوه، اعطوا صوتكم لهذا فيعطوه.. متصورًا في عقيدته المريضة أن الشعب المصري ما هو إلا دمي وعرائس ماريونت يحركها وقت شاء وكيفما يشاء!!.. أقول لأمثال هؤلاء المرضي الذين يسيئون لخارطة المستقبل ولتجربة ديمقراطية وليدة نتمني أن تكون نبراسًا لنا ونموذجًا يحتذي للاجيال من بعدنا.. عليكم بالتداوي من داء العظمة بحضور 'دقة زار' ربما تجدون فيها ملاذكم في التداوي من هذا الداء المدمر!! السيسي وحمدين قبل أن يعلن حمدين صباحي عن ترشحه المحتمل لانتخابات الرئاسة القادمة، قالوا إنه سوف يترفع عن النزول أملاً في الحصول علي منصب في ظل رئاسة المشير عبد الفتاح السيسي التي حسمتها الجماهير في 30 يونية و3 و26 يوليو والاستفتاء علي الدستور، وبعضهم وصفه متجاوزًا للحقيقة بأنه عبده مشتاق!!.. وعندما أعلن عن عزمه الترشح وهذا حقه وحق الآخرين خرج كثيرون أيضًا يثنون علي هذا الترشح، لأنه سوف يزيد من زخم وحمية الانتخابات الرئاسية، خاصة أنه مرشح قوي وكان قاب قوسين أو أدني من المنصب بعد حصوله علي المركز الثالث في الانتخابات الماضية، كما أن نزوله سوف يظهر للعالم الخارجي أن ثمة انتخابات رئاسية حقيقية سوف تجري علي أرض مصر، بعيدًا عن الاسماء التي تنزل للشهرة فقط دون أن يكون لها أرضية في الشارع، وحديث التزكية الذي يضر بالتجربة الديمقراطية ويظهر مصر بأنها مريضة بالعقم عن إنجاب أبطال شعبيين قادرين علي ادارتها.. المهم.. يبدو أن من استحسنوا دخول حمدين السباق الرئاسي، وأعلنوا أن صوتهم للمشير السيسي وهذا حقهم سرعان ما انقلبوا علي حمدين مع أول تصريحات له فيما يخص رؤيته كمرشح محتمل وكأن موافقتهم علي دخوله السباق الرئاسي مشروط بالتزامه بالصمت المطبق حتي إعلان النتيجة!!.. أقول لهؤلاء: حنانيكم ليس علي المناضل الوطني حمدين صباحي، ولا علي المشير عبد الفتاح السيسي منقذ مصر من حكم الطاغوت الإخواني، بل حنانيكم علي مصر وشعبها.