أعلنت روسيا، الجمعة، عن تقديم عرض شراء أسلحة روسية متطورة إلي مصر يتضمن أنظمة دفاعية ومروحيات، قد تصل قيمتها إلي ملياري دولار، في خطوة يبدو أنها باكورة التعاون المصري الروسي بعد عقود من الفتور في علاقات البلدين. ويشمل العرض الذي ينتظر الموافقة المصرية عليه مروحيات عسكرية، ومقاتلات من طراز ميغ 29mm2، وأنظمة دفاع جوي متطورة، وصواريخ كورنيت مضادة للدبابات. ويري محللون أن الصفقة، بداية لصفحة جديدة في العلاقات المصرية الروسية التي شهدت عقودا من الفتور، كان الاعتماد العسكري المصري فيها علي الجانب الأميركي سواء في استيراد الأسلحة أو في تلقي المعونات العسكرية، الوضع الذي استخدمته الولاياتالمتحدة كورقة ضغط علي مصر في أكثر من موقف قبل أن تقرر تعليق جزء كبير من المساعدات العسكرية. كما يري المحللون أنها خطوة جديدة علي طريق التغيير في السياسة الخارجية المصرية كانت موسكو الوجهة الأبرز لها، وهي خطوة انتظرتها موسكو طويلا لاستعادة دورها في الشرق الأوسط عبر البوابة المصرية. ونقلت صحيفة 'فيدوموستي' عن مصدر قريب الصلة من وزارة الدفاع الروسية، قوله إن روسيا ومصر تبحثان إمكانية توقيع صفقة تسليحية تزيد قيمتها علي ملياري دولار. ولفتت الصحيفة إلي أن روسيا السوفيتية، كانت مصدراً أساسياً لأسلحة الجيش المصري في الستينات وبداية السبعينات من القرن العشرين، إلا أن الاتصالات بين البلدين في هذا المجال انقطعت بعد أن أدار الرئيس الراحل أنور السادات ظهره للشرق ووجهه إلي الغرب، واستأنف الرئيس الأسبق حسني مبارك استيراد السلاح من روسيا بعد رحيل السادات في عام 1980، غير أن التعاون التسليحي بين البلدين لم يعد إلي مستواه العالي السابق. وأضافت أن مصر الآن تبحث مع روسيا إبرام صفقات تسليحية تشمل طائرات مقاتلة من طراز 'ميج 29 أم'، ومنظومات دفاع جوي قريبة المدي وصواريخ مضادة للدبابات من نوع 'كورنيت'، بقيمة إجمالية مقدارها 2 مليار دولار، ومن الممكن أن تقدم السعودية مساعدة مالية إلي مصر لتمويل شراء السلاح الروسي. في سياق متصل، قال السفير عزت سعد، سفير مصر الأسبق في روسيا، إن التعاون المصري الروسي في المجال العسكري موجود منذ وقت طويل إلا أنه زاد في السنوات الأخيرة، لافتاً إلي أن 40% من السلاح الموجود لدي القنوات المسلحة ذو منشأ سوفييتي، وأنه يتم حتي الآن استيراد قطع غيار من روسيا. ورجح سعد، خلال حواره ضمن برنامج 'الحدث المصري' عبر شاشة 'العربية الحدث'، أن يكون هناك إنتاج مشترك لبعض أنواع الأسلحة بين الجانبين المصري والروسي. وأشار سعد إلي أن الجانب الروسي أبدي ترحيبه الكامل بالتعاون مع مصر في إنتاج مشترك فيما يخص المجال العسكري، منوهاً بأن مصر تمتلك مصانع حربية جيدة قد تساعد في تحقيق ذلك. وحول وصول سفينتين حربيتين روسيتين الأولي في الإسكندرية والثانية في البحر الأحمر، قال السفير سعد، إن هذا يعد نوعاً من الترحيب من مصر ببعض القطع البحرية الروسية، وهو من الممارسات العادية في الإطار العسكري.