يُحْكَي أنَّ مرشد الإخوان/ محمد بديع التقي بنائبه خيرت الشاطر في محبسهما، أثناء صلاة الجمعة، فقال له بديع: ألا تعترف أنك أخطأتَ؟! ألم أقل لك لابد من قتل الشعب كله! فقاطعه الشاطر قائلاً: لكنك اعترضتَ عليَّ عندما فكَّرتُ في سَحْل، وحبس الإعلاميين، والقضاة، والشرطة، والعُمّال، والفلاَّحين! فردّ المرشد بقوله: أرأيتَ أين جئ بنا؟! فلو نفَّذْتَ أنت خُطّتكَ لاسترحنا من الجميع! فنظر إليه الشاطر بحسرةٍ، وهو يقول: ولماذا لم تُنَفِّذْ أنتَ خُطّتك؟! فقال المرشد: أردنا أخونةَ مصر، فتمَّ تخويننا! ويُحكي أيضاً، أنَّ الدكتور/ سعد الكتاتني صاح في زنزانته، في أول ليلةٍ له فيها، قائلاً: يا ناس.. أنا رئيس البرلمان! أريد مهاتفة رئيس البرلمان الأوربي! فصحا السّجّان من نومه، وهو يصيح: أنا رئيس البرلمان الأوربي! وأعطاه كفّاً ساخناً علي قفاه! أما الرئيس المخلوع/ مرسي العيّاط، فقد ظلَّ ثلاثة أيامٍ بعد عزله، وهو يقول بعلو صوته: أنا أول رئيس مصري منتخب! وفي اليوم الرابع، اكتفي بقوله: أنا أول رئيس مصري! وفي اليوم الخامس، اختصرها: أنا أول رئيس! وفي اليوم السادس، ردَّد فقط: أنا أول! وفي اليوم السابع، قال: أنا! وفي اليوم الثامن، صاح بكلِّ قوةٍ قائلا!: هو أول رئيس مصري منتخب! وأمّا المرشد السابق/ مهدي عاكف-مُدّرِّس الألعاب-، فهو عاكفٌ في زنزانته الآن علي تصحيح مخطوطة'الفصول والغايات' للمعري، وكذلك تأسيس نظرية جديدة للشِّعر العربي، تقوم علي هدم الوزن والقافية، والشِّعر الحُر! ولا ننسي دعوته إلي إحياء العامية المصرية! ومِن أقواله الخالدة: إنَّ مَن لم يؤمن بأنَّ نملة سيِّدنا سليمان- عليه السلام- عذراء، ففي قلبه ذرَّةٌ من الشِّرك! وبأنَّ مّن لم يؤمن بأنَّ غُراب'ابنَي سيدنا آدم عليه السلام' كان مصريَّاً إخوانيَّاً، ففي قلبه شُعبةٌ من شُعَب النفاق! أمّا الشيخ/ حازم أبو إسماعيل، فقد اعترف بأنه قرَّر الآن خلع مرسي، لأنه كذب عليه، عندما قال له: اصنعْ ما شئتَ في مصر، فلن يُحاكمكَ أحدٌ! فمحاكمته اليوم دليلٌ علي أنه حَنث في وعده له! وأمّا الشيخ/ صفوت حجازي، فقد تمَّ تعيينه- بجدارةٍ تامةٍ- مأذوناً للسجن! لذلك، اعترف بأنَّ الإخوان والسلفيين سرقوا مصرَ، فلمّا لم يستطيعوا حَملها وحدهم، وقعوا في شرِّ أعمالهم! وأمّا المهندس/ حسن مالك، فطلبَ مقابلة رئيسة صندوق النقد الدولي! ولمّا لم يرد عليه أحدٌ، صاح قائلاً: إذنْ فلتحبِسوها معي! ورفع يدّيه مُتَضَرِّعاً: اللهمَّ املأ عيني برؤيتها في الأصفاد! وأمّا الدكتور/ محمد البلتاجي، فعندما وصل إلي محبسه في ليمان طُرة، ثار ثورةً عارمةً! وطلب مقابلة مأمور السجن، لأنه لم يكن في انتظاره في التشريفة! وأمر بخصم ثلاثة أيام من راتبه! وأمّا الدكتور/ أسامة ياسين، فقد أعلن براءته من الإخوان، الذين خدعوه، لأنه انتظر منهم تعيينه وزيراً للداخلية، فعيَّنوه وزيراً للشباب! وأمّا الشيخ/ عبد الرحمن البر، فألقي خطبة الجمعة علي مساجين الإخوان، فقال: أردتُ منصب شيخَ الأزهر، فأراد الله لي شيخَ مزرعة طُرَة! وأمّا الدكتور/ حسن البرنس، فهو برنس السجن، وأمير أمراء المحابيس، ومحافظ سجن ليمان طُرَة، بعلم الحكومة! وأمّا خالد الأزهري، فهو القائم بأمر جمع أموال الزكاة والصدقة من المساجين في السجون الأخري، للمضاربة بها في البورصات العالمية! وأمّا المحامي/ عصام سلطان، فقال: أنا لستُ إخوانياً! أنا لم أنتخبْهم في حياتي! أنا ضدهم علي طول الخط! وأمّا المهندس/ أبو العلا ماضي، فظلَّ صامتاً لمدة أسبوع، ويرفض الكلام! لكنه عندما تكلَّم قال: مرسي خدعنا، فأين واشنطن؟! وأين حلفاؤه في أوربا؟! يا ناس.. أنا نُصِبَ عليَّ! فعلي مَن أُراهن بعد ذلك! وأمّا الدكتور/ حلمي الجزّار، فلا يقول إلاَّ: الدستور أفضل شئٍ وضعناه! الحريات مكفولة للجميع! وسيعرف الشعب أننا أفضل مَن حكم مصر! وأمّا الدكتور/ رشاد بيومي، فقال: يظهر أنَّ السجنَ مكتوبٌ علينا! فإذا فررنا منه.. وقعنا فيه! وأمّا النائب/ محمد العمدة، فلا يستطيع النوم من هول الكوابيس التي تُطارده صباحَ مساء! وأمّا سعد خيرت الشاطر، فقد أرغي أزبدَ، وطالب بمقابلة أمين عام الأممالمتحدة، فهو يُمس: أدلَّةً علي تآمر أوباما ضد بلاده! وأما الدكتور/ عصام العريان'الهارب'، فمكانه شاغرٌ، مكتوبٌ عليه اسمه، إلي جوار محبس المهندس/ خيرت الشاطر، الذي يقول: أين أنتّ يا عريان؟! اللهمَّ قَرِّبْ مجيئه إلينا! وأمّا سعد الحسيني'الهارب' فلم يجدوا له وظيفةً في السجن، إلاَّ مط مَن يرتكب جُرْماً من المساجين في طابور الصباح! وأمّا مكان المهندس/ عاصم عبد الماجد'الهارب' فإلي جوار محبس الشيخ/ حازم أبو إسماعيل، فأصحاب الميليشيات، لا يليق إلاَّ وضعهم جنبَ بعض! لذلك قال أبو إسماعيل: اللهمَّ عَجِّلْ بالإمساك بعبد الماجد، فمَن يُسَلِّيني سواه! وأمّا الدكتور/ محمود عزت'الهارب' فمكانه إلي جانب المرشد/ محمد بديع! ففي زنزانةٍ واحدةٍ سيقضيان أوقاتهما، في التخطيط، والتآمر، والدَّسِّ! وأمّا الدكتور/ عصام الحدّاد'الهارب' فقد اشتري له السجن زنزانةً من واشنطن لراحته، فيها جاكوزي بلدي، وغسّالة يغسل فيها ملابس زملائه المحابيس! وأمّا الدكتور/ جهاد الحداد'الهارب' فهو همزة الوصل بين المساجين، وبين المأسوف علي جمالها'الشمطاء' السفيرة الأمريكية'باترسون' الفاشلة جدا! وأمّا الشيخ/ محمد عبد المقصود، فمكانه محجوزٌ له في ركن المُفتين الإرهابيين! وأمّا الشيخ/ محمد حسّان-المُحرِّض الأول علي مذبحة قتل الشيعة في أبو النمرس في خُطبة الإستاد- فلا يزال حنينُ السُّجناء إلي رؤيته، والدعاءُ خلفه جارفاً! وأمّا الدكتور/ محمد الصغير'الهارب'، المُحَرِّض الأول ضد العلمانيين، ومؤسسات الدولة في جمعة'الإستاد' الشهيرة، فقد تمَّ حجز الجناح الملكي له في سجن المزرعة! وأمّا الدكتور/ طارق الزمر، فقاعة كبار المساجين تنتظره، فقد تمَّ طلاؤها بالزعفران، ورشُّها بالعنبر، وغسلُها بالمِسك، خاصةً بعد مأساة كرداسة الشهيرة! وأمّا الدكتور/ صلاح سلطان'الهارب' الذي أخون وزارة الأوقاف.. فقد نصَّبوه وزير إخوان السجن!