اضحك.. تضحك لك الدنيا. شعار جميل ولكنه يقال في العراق المحتل بطريقة أخري: اضحك.. تبكي عليك الدنيا. وفي العراق الضحك كالبكا. فالمآسي والكوارث والمحن والمصائب والحكومة وكل مرادفات هذه الكلمات تنزل علي رؤوس العراقيين كالمطر منذ قال الرئيس الامريكي السابق بوش كذبته الشهيرة: "المهمة انتهت"! هذه مجموعة من المضحكات المبكيات في آخر طبعة: تجشمت مجموعة من السياح الفرنسيين عناء السفر الي العراق قبل ايام وغامرت برحلة سياحية الي أحد المواقع السومرية الاثرية في محافظة ذي قار جنوبي العراق لمشاهدة مهد حضارة العالم القديم. وسارت الامور علي ما يرام الي ان قامت اثنتان من السائحات الفرنسيات وعمر اصغرهما 65 عاماً بارتداء مايوهات السباحة وإلقاء أنفسهن في نهر دجلة لاستعادة نشاطهن في ظل حرارة وصلت الي أكثر من خمسين درجة. وكادت الحرب العالمية الثالثة ان تبدأ لولا قيام رئيس المجموعة باستدراك الموقف ودعوة السائحتين الي الخروج فوراً من النهر وارتداء ملابسهما كاملة. طبعاً لم تكن السائحتان تعرفان ان سكان المحافظة لم يشاهدوا المايوه النسائي الا في الصور! وهذا خبر من مجلس النواب العراقي حيث ردد اعضاؤه اليمين القانونية التي لم تعد تعني شيئاً بالنسبة للشعب العراقي بعد ان تبين ان معظم النواب في المجلس السابق لم يلتزموا بمضمون اليمين. وإتضح ان هناك يمينين: الاولي علناً أمام عدسات التلفزيون وهي التي سمعناها قبل أيام. والثانية سراً يقولها النائب أمام المرآة في المنزل.. وهذا هو نص اليمين السرية: "أقسم بحياتي وحياة رئيس الكتلة التي أنتمي اليها أنني سأكون وفيا لزعيمي وللدولة التي جندته ومولته, وسأبذل كل ما في وسعي لاسرق أكثر من باقي الكتل والاحزاب الاخري. وأسلط عائلتي واقاربي علي المال العام وسأختفي عن الشعب العراقي الي حين موعد الانتخابات القادمة. وسأغض النظر عن الجرائم الامريكية.. وستكون لي مليشيا متخصصة بسرقة المصارف وبيوت الناس وخطف الاطفال والشعب العراقي.. وجيبي علي ما اقول شهيد". وقد اختلف فقهاء القانون والكمان والعود علي دستورية حضور رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس الوزراء ونوابهما والوزراء والمستشارين لجلسة حلف اليمين في مجلس النواب لانه لا يجوز الجمع بين وظيفتي النائب والمسئول الحكومي في نفس الوقت. الا ان رئيس الجمهورية وجد حلاً للمشكلة بتسمية الجلسة الاولي لمجلس النواب بانها وليمة مفتوحة يتم دعوة الجميع لتناول الطعام فيها.. ويمكن ان تستمر هذه الوليمة الي شهر رمضان المقبل فتتحول الي مائدة الرحمن! وما زلنا في مجلس النواب العراقي حيث تم اختيار النائب الكردي فؤاد معصوم لرئاسة الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب العراقي الجديد بصفته أكبر الاعضاء سناً رغم انه ليس نائباً منتخباً, وانما أصبح نائباً بفعل القانون الغريب المسمي بالمقاعد التعويضية للقوائم الكبيرة الفائزة. وهو قانون تم تشريعه لانقاذ الحبايب والقرايب والنسايب الذين يفشلون في الانتخابات. وقد أعلنت المحكمة الاتحادية العليا عدم دستورية هذه المقاعد. وهو أمر يدعو الي الضحك علي دستورية الجلسة الافتتاحية التي ترأسها مرشح فشل في الانتخابات ثم اعتبرت المحكمة الاتحادية مقعده التعويضي في المجلس غير دستوري. وبمناسبة افتتاح المجلس الجديد إزدهرت ظاهرة تفصيل الملابس الجديدة وشوهد النواب الجدد يرتدون في الجلسة الافتتاحية بدلات جديدة تفصيل أكبر من قياساتهم أو أصغر وربطات عنق لا تنسجم مع ألوان البدلات والقمصان. وقال أحدهم انهم ينتظرون أول مرتب للسفر الي الخارج وشراء ملابس العيد. علما ان مرتب النائب هو أربعون الف دولار شهرياً فقط! والخبر الأخير من شمالي العراق اذ التزم رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية والامن الوطني والاحزاب السياسية والائتلافات والتيارات والكيانات الصمت التام حول القصف الايراني المستمر لمحافظتين كرديتين في الشمال.. لانهم مشغولون بمعركة ام الكراسي!