أحيي أي فكرة جديدة من اجل الشباب باعتبارهم الامل في كل شيء ، ولو ان كل مسئول فكر ووضع في اعتباره تنمية قدراتهم واوجد فرص التدريب والعمل ما كانت هناك بطالة. وما كان هناك من لا يجد عمل ما قرأته عن المشروع الذي نفذته 22 من قري محافظة المنوفية تحت مسمي سباك القرية هو من هذه النوعية الجيدة التي توفر فرص عمل للشباب وتحسن تدريبهم علي المهن النادرة ويخدم في نفس الوقت البيئة والمجتمع بالحفاظ علي فاقد المياه والقضاء علي كل صور البطالة. فبعد فترة تدريب اسبوعين علي ايدي متخصصين في مجال السباكة تم تخريج 24 من الشباب بقري المنوفية بعد حصولهم علي شهادة اتمام دورة متخصصة تسمح لهم باقتدار بمزاولة مهنة صيانة واصلاح الاجهزة الصحية. الجميل في الأمر هو ان الاهتمام جاء من خلال المهندس أحمد المغربي وزير الاسكان الذي قام بتسليم الشباب شهادات اتمام الدورة وقام بتوزيع »شنط عدة« هدية من الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي لكل متدرب ناجح. الدورة التي تم تنفيذها نظريا علي مدي اسبوعين وعمليا علي مدي يومين للمتدربين فرصة يجب تعميمها علي مستوي كل المحافظات خاصة ان ما اعلنه الوزير من ان هناك 7164 قرية تعاني من عدم اجراء الصيانة للأجهزة والمعدات الصحية بسبب ندرة العمالة الفنية المدربة شيء خطير، ومن هنا جاءت فكرة التدريب لحاملي الدبلومات الفنية الذين بلا عمل علي تلك المهنة التي تجعل منهم عمالة منتجة. المصانع وشركات المقاولات الكبري وبعض الهيئات كانت تقوم بذلك فلم يكن هناك مصنع أو شركة منذ بداية الستينيات إلا وكان يتبعها مركز تدريب او مدرسة لتخريج الفنيين المتخصصين كل في مجاله فأذكر ان شركة النصر للسيارات كان لها مركز لتدريب الصبية علي تعلم فنون صيانة وصناعة السيارات وشركة المقاولون العرب كان لديها مركز لتدريب العاملين وصقل قدراتهم علي اعمال البناء والانشاء والصيانة وغيرهم وغيرهم من المؤسسات والشركات كانت تحذو نفس الحذو ولا ادري لماذا توقفت عن أداء هذا الدور أو ما الذي أدي لتقلصه مما أدي إلي وجود نقص شديد. لقد اصبحنا في أزمة بسبب نقص العمالة المدربة الواعية فصرنا نتعامل مع الفهلوي ومدعي المعرفة والاسطوات الجهلة وهو قطعا ما يؤدي إلي كوارث شديدة خاصة ان ما نتعامل معه من أجهزة دخلتها التكنولوجيا الحديثة يحتاج إلي نوعية خاصة بعيدة كل البعد عن المدعين. فكم منا من دفع ثمن هذه الفهلوة ان فقد جهازا او سيارة او تهدم منزله بسبب عدم وجود الفني الملتزم العارف بأصول العمل، وكم منا دفع اضعاف الثمن ليعيد اصلاح ما افسده امثال هؤلاء. الفكرة جيدة وكم نتمني ان تتبناها المحافظات علي مختلف انتشارها في كل انحاء الجمهورية فكل محافظة لها سماتها ومطالبها من العمالة التي تحتاجها ولاشك ان التدريب الجيد علي اي حرفة او صنعة هو السبيل إلي عودة العامل المصري إلي سابق عهده اسطي استاذ وليس فهلوي بدرجة نصاب.