يتسابق من أجلها 23 منتخبا لكرة القدم، جاءوا الي جنوب افريقيا من جميع أنحاء الكرة الأرضية من أجل الفوز بهذه الكأس النفيسة ; فهي تزن حوالي ستة كيلو جرامات من الذهب الخالص في نسختها الجديدة. ويترقب مئات الملايين من المشاهدين والمشجعين من كل أنحاد العالم كل أربعة أعوام كأس العالم - التي صممت علي هيئة رجلين يرفعان الكرة الأرضية - سواء شارك منتخبهم الوطني أو لم يحالفه الحظ في الوصول إلي هذه البطولة العالمية، حيث تعد هذه البطولة أكثر البطولات الرياضية العالمية شعبية وأكبر الأحداث الرياضية الدولية.ويرجع الفضل في ابتكار بطولة كأس العالم إلي الفرنسي جول ريميه رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأسبق عام 9291 بعد اقتراحه تنظيم بطولة دولية تشارك فيها أفضل منتخبات العالم في لعبة كرة القدم وتم الموافقة علي اقتراحه علي أن يتم تنظيمها كل أربع سنوات بين دورة الألعاب الأولمبية.وفي مايو من نفس العام اجتمع أعضاء الفيفا من أجل مناقشة تحديد مكان لإقامة البطولة وتحديدا بين قارتي أوروبا وأمركيا الجنوبية بشرط أن تتحمل الدولة المستضيفة كافة التكاليف من إقامة للفرق والصحفيين وأعضاء الفيفا , وتم ترشيح كل من أوروجواي وإيطاليا وهولندا والمجر والسويد وأسبانيا ولكن السويد وهولندا انسحبتا من المنافسة لمساندة إيطاليا في حين وجدت أوروجواي مساندة قوية من جانب دول أمريكا الجنوبية باعتبارها بطلة الألعاب الأولمبية عامي 1924 و1928.وبعد منافسة شرسة علي تنظيم أول بطولة كأس عالم نجحت أوروجواي التي كانت تحتفل بمرور قرن كامل علي استقلالها عن أسبانيا - في الفوز بشرف تنظيم هذه البطولة العالمية عام 1930 وتتوج بلقب البطولة كأول منتخب يحرز لقب كأس العالم في التاريخ.وعند تنظيم أول بطولة كأس العالم بالأوروجواي عام 1930 , كان يجب أن تكون هناك جائزة ثمينة تناسب المنتخب الفائز باللقب العالمي , فتم الإستعانة بالنحات الفرنسي آبيل ليفلير لتصميم هذه الجائزة , ليقوم ليفلير بتصميم "تمثال" أطلق عليه اسم "جول ريميه" تكريما لمبتكر بطولة كأس العالم الفرنسي الجنسية.وقد جاءت النسخة الأصلية من التمثال بأرتفاع 35 سنتيمترا ويزن حوالي 8ر3 كيلو جرام واتخذت شكل تمثال مطلي بالذهب والفضة , علي هيئة "نايكي" وهو إلهة النصر عند الأغريق , وهو عبارة سيدة مجنحة تحمل وعاء فوق رأسها وتقف علي قاعدة سداسية الشكل زرقاء اللون صنعت من حجر "اللازورد" الكريمة. وتعرضت كأس "جول ريميه" عبر تاريخها للعديد من المواقف , فبعد أن فاز منتخب إيطاليا بكأس العالم عام 1938 التي نظمتها فرنسا , كان من المفترض أن تحتفظ إيطاليا بالكأس لمدة أربعة أعوام لحين انطلاق النسخة الرابعة للبطولة إلا أنه بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 توقفت منافسات بطولة كأس العالم عامي 1942 و 1946.ولم يجد نائب الإتحاد الإيطالي حينها أوتورينو باراتسي مكانا يخفي فيه الكأس غير داخل علبة حذائه الخاص تحت سريره , خوفا من تعرض الكأس للسرقة بعد أن طال الكثير من مدن إيطاليا آثارهذه الحرب المدمرة وذلك طوال فترة احتفاظ إيطاليا بلقب البطولة لمدة 12 عاما، حتي موعد البطولة القادمة في البرازيل عام 1950.وتعرض كأس العالم في نسخته القديمة (جون ريميه) للسرقة قبل انطلاق نهائيات كأس العالم عام 1966 والذي نظمته إنجلترا , والذي كان معروضا في لندن ضمن معرض للطوابع البريدية في انتظار انطلاق منافسة البطولة , ولكن إختفي الكأس. وتولت شرطة سكوتلنديارد علي مدي ثمانية أيام التحقيق والبحث عن الكأس المفقود وإقتفاء أثر السارق ولكن دون جدوي في حين نجح الكلب "بيكلز" فيما فشلت فيه الشرطة البريطانية عندما استطاع العثور علي الكأس مدفونة أسفل شجرة في حديقة منزل بأحد ضواحي العاصمة البريطانية "لندن" أثناء نزهته اليومية بصحبة صديقه. وتبين أن السارق ما هو إلا مهووسا بكرة القدم ومشجعا متعصبا للمنتخب الإنجليزي وكان يخشي أن تذهب الكأس للمنتخب البرازيلي الذي كان الأوفر حظا والمرشح الأول والأقوي لنيل اللقب في هذا المونديال , فأقدم علي سرقتها وكلفه ذلك دخوله السجن حيث تابع فوز المنتخب الإنجليزي فيما بعد في مباراة النهائي أمام ألمانيا من وراء القضبان ليحتفل وحيدا داخل سجنه بفوز منتخب بلاده بأول بطولة ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي تم سرقة كأس العالم فيها فأصبحت لعنة السرقة تطارد النسخة القديمة من الكأس الذهبية فبعد فوز المنتخب البرازيلي للمرة الثالثة في تاريخه بكأس العالم عام 1970 بتغلبه علي منتخب إيطاليا احتفظ منتخب السامبا بالكأس بشكل نهائي كأول فريق يحتفظ بكأس العالم في التاريخ وقام بعدها الإتحاد الدول لكرة القدم "فيفا" بصنع كأس جديدة صممها الإيطالي "دي سيلفيو كازانيكا".ووضعت الكأس القديمة (جون ريميه) في خزائن الإتحاد البرازيلي لكرة القدم إلي الأبد ولكن بعد 13 عاما وتحديدا في 20 ديسمبر 1983 اختفت كأس العالم مجددا ولكن هذه المرة بشكل نهائي ولم تظهر حتي الآن.وبعد احتفاظ البرازيل بكأس العالم في نسخته القديمة (جون ريميه) الذي تعرض للسرقة فيما بعد قرر الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" القيام صناعة وتصميم تمثال آخر، حيث أسند إلي النحات الإيطالي دي سيلفيو جازانيكا تلك المهمة لصناعة كأس العالم الجديدة.واستعان جازانيكا بالذهب الخالص كمادة أساسية لصناعة التمثال الجديد وقام بتطعيمه بالحجر الكريم (المالاكيت) وتزن الكأس حوالي ستة كيلوجرامات ويبلغ طولها 36 سنتيمترا.ويعبر التمثال الجديد عن إثنين من اللاعبين يرفعون أيديهم في لحظة النصر حاملين كرة قدم علي هيئة الكرة الأرضية وقاراتها وحرص النحات الإيطالي علي أن تبدو خطوط التمثال الممتدة من قاعدته ذات اللون الأخضر وحتي قمته الذهبية في حالة امتزاج وتوحي بالحركة.ليصبح هذا التمثال هو كأس العالم الجديد الذي سيسلم إلي الفائز بلقب البطولات القادمة ولكن غير الإتحاد الدولي لكرة القدم اللوائح من أجل عدم تكرار ما حدث مع الكأس في نسخته القديمة.وطبقا للوائح الفيفا الجديدة لا يمكن الاحتفاظ بكأس العالم للأبد كما حدث مع كأس "جون ريميه" علي أن يقوم الإتحاد الوطني الفائز بآخر لقب بحيازة التمثال لمدة أربعة أعوام , يحصل بعدها علي تمثال آخر مماثل لكأس العالم لكنه مطلي بالذهب فقط وليس مصنوع من الذهب الخالص مثل الكأس الأصلية.ويعد منتخب ألمانيا هو أول فريق يفوز بكأس العالم في نسخته الجديدة وذلك بعد تتوجيه بمونديال 1974 بألمانيا للمرة الثانية في تاريخه بعد فوزه علي نظيره الهولندي في نهائي البطولة بهدفين مقابل هدف واحد.ويتم إنفاق أموال طائلة من أجل الحفاظ علي كأس العالم ونقلها بأمان إلي الدولة المضيفة للمونديال , بعد عدة الحوادث الغريبة التي طالت النسخة القديمة من الكأس حيث قامت إحدي الشركات الكبري بتصنيع حقيبة فاخرة خصيصا للكأس استغرق العمل في تصنيع تلك الحقيبة أكثر 100 ساعة وتم نقل الحقيبة بداخلها كأس العالم إلي جنوب أفريقيا "الدولة المضيفة" انتظارا للفريق الفائز الذي سيحصل عليها في نهاية البطولة , ليحتفظ بها لأربعة أعوام مقبلة حتي انطلاق البطولة القادمة المقرر اقامتها في البرازيل عام 2014.