عندما قرأت في الصحف عظته الاخيرة الاربعاء قبل الماضي .. شعرت انه يودع مصر بمسيحييها ومسلميها . فقد اكد البابا شنودة - في تلك المحاضرة وهو يجلس علي كرسي متحرك ويتوقف بين عبارة واخري تحت وطأة المرض ذ علي ضرورة اصرار الانسان علي فعل الخير والتحلي بالحكمة والطيبة في معالجة الامور والتعامل مع الآخرين .. ونصح الشباب بالاستفادة من تجارب الآخرين قائلا: من وعي التاريخ اضاف الي عمره اعمارا هكذا كان البابا شنودة معلما ومربيا وسياسيا بارعا تسعد بالاستماع إليه وتسعد اكثر بمواقفه الوطنية المشرفة من رفض زيارة القدس الا بصحبة اخوانه المسلمين وقطع الطريق امام شياطين الغرب للتدخل في شئون مصر بزعم حماية الاقباط.. لقد كنت ذ رغم اني مسلم ذ أتسمر امام شاشة التليفزيون لاستمتع بحديثه في اي حوار تليفزيوني حيث تلمس للوهلة الاولي انك امام رجل من طراز حكيم. عاش حياته مدافعا عن مصر وقضاياها الوطنية واستطاع بحكمته ان يتجاوز اي ازمة طائفية تتفجر هنا وهناك فقد كانت مصر دائما في قلبه ولعل مقولته الشهيرة "ان مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا" أكبر دليل علي مدي ارتباطه وعشقه للوطن الغالي. لقد رحل البابا شنودة الصحفي والضابط السابق والمفكر ورجل الدين بعد حياة عامرة بالحب والسلام فقد ولد في قرية سلام بمحافظة اسيوط وسخر حياته حتي آخر رمق من اجل المحبة والسلام . المصاب كبير لكن عزاءنا انه ترك لمن سيخلفه منهاجا قويما عماده حب مصر والحرص كل الحرص علي وحدتها إلي الأبد.