عندما تبدأ عجلة التاريخ في تسجيل أحداث ثورة 52 يناير 1102 لا يستطيع أي مؤرخ منصف ان ينكر الدور الذي قامت به كنيسة قصر الدوبارة الانجيلية لدعم هذه الثورة منذ اليوم الاول فكان قساوسة الكنيسة يساهمون بالمياه والعصائر والبركة طوال العام ومن ثم تحولت الكنيسة لحصن يضم المصريين دون تفرقة ولقد وجد المصابون فيها محبة تشفي جراحهم مثل العلاج في مستشفي ميداني ضمته جدرانها. كما وجد المسلمون مكانا للوضوء والصلاة ولم يتردد قساوسة الكنيسة في اقامة اكثر من قداس في الميدان ليؤدي الثوار المسيحيون صلواتهم في حماية إخوانهم المسلمين مثلما كانوا يحمونهم اثناء صلاة الجمعة انها قلب الثوار النابض كنيسة قصر الدوبارة. ومن اجل الوقوف تفصيلا عما قدمته هذه الكنيسة التقت »الاخبار« مع ماجد عادل رشدي المسئول عن قطاع الشباب والمشروعات في الكنيسة ومساعده جرجس نادي والذي قال ان علاقة الكنيسة بالثوار لها بعدان مهمان الاول بحكم الموقع فهي تقع في قلب الحدث والثاني لانها بيت عبادة تضم مواطنين مصريين شاركوا في الثورة من بدايتها. واضاف ان الكنيسة تأثرت في البدايات بالثورة وتم اغلاقها لفترة طويلة بسبب قربها من الاحداث وكان يقتصر دورها علي ارسال المساعدات الطبية والعينية للمستشفي الميداني في ميدان التحرير وكذلك الاطباء واجهزة التمريض. الي ان جاء يوم 82 يناير جمعة الغضب حيث شاركت الكنيسة في الصلاة بميدان التحرير جنبا الي جنب مع مسجد عمر مكرم وكان هناك واعظ من الكنيسة وفريق التسبيح انشدوا ترانيم وطنية وكان يشاركهم اخوتهم المسلمون في جو مثالي رائع. وقال ايضا ان المستشفي كان يستقبل في اليوم ما بين 005 و0001 مصاب وكانت الاسر تتبرع بكل ما لديها من ادوية وطعام ومشروبات وبطاطين واسرة وانابيب اكسجين ولم تظهر اطلاقا كلمة مسلم او مسيحي . وكان ختام جولتنا في كنيسة قصر الدوبارة الانجيلية مع القس د.سامح موريس راعي الكنيسة الذي قال ان اكثر دور قامت به الكنيسة هو الصلاة من اجل تغيير الاوضاع في مصر حيث كان الظلم يسود والجهل يعم والفساد يستشري في المجتمع.. ومع بداية الثورة كانت الصلاة تقام في البيوت من اجل سلامة مصر وأمنها.. وعن علاقته بالشيخ مظهر شاهين امام وخطيب الثورة ومسجد عمر مكرم قال كانت علاقة سطحية توطدت ايام الثورة ووقت الشدة حيث كان الاطباء مسلمون واقباط يشكلون فريقا واحدا ويعزفون سيمفونية جميلة في الحب والعطاء.. فكنا نتبادل الادوية والطعام والخيام والملابس للمصابين دون النظر لدين اصحابهم .