ما شاهدناه مؤخرا وما كشفت عنه ثورة 52 يناير.. من أوجه فساد متشعبة متلاحمة، تجمعها المصلحة ملحمة فساد أو »تسونامي« فساد انفجر فجأة، فساد بلا قاع وبدون أعماق لنظام صاحب أفكار شيطانية واستحداث قوانين تستر جرائمه وتحمي خطواته وحقيقته سوس ينخر في عظام وطن طيب مغلوب علي أمره. نظام وضع مصر كلها خلف أسوار القهر والخوف والطائفية والطغيان، صال وجال وعربد واستباح ونهب بلا حساب ما شاهدناه أوحي إليَّ بفكرة مقارنة بين واحد منهم لبس ثوب الطهر والعفاف وخدع الجميع بهجومه الشرس علي الفساد وهو في موقع حساس في منصب رئيس ديوان رئيس الجمهورية وأطلق مقولته الشهيرة التي أعجبت الكثيرين وأدهشتهم من محراب مجلس الشعب حين قال عن الفساد »إنه أصبح للركب«، وبين رئيس ديوان ملكي والمتعارف عليه ان الفساد يستشري ويتعاظم مع النظام الملكي في حين يتطهر ويتسامي مع النظام الجمهوري لكن العكس كان حالنا.. حقيقة زكريا عزمي انكشفت وتمزقت العباءة التي كان يتخفي تحتها ولست في حاجة إلي سردها خاصة غرامياته ومطارداته لجميلة التليفزيون ثم مؤامراته ودسائسه للاطاحة بكل من يخشي منهم علي منصبه بكل الأساليب غير المشروعة وغير الإنسانية، والمقارنة مع أحمد باشا حسنين رئيس ديوان الملك فاروق الذي تخرج في جامعة اكسفورد البريطانية ثم انتدابه لملازمة ولي العهد فاروق في رحلته الدراسية بلندن عام 5391 كان في شبابه بطلا في »سلاح الشيش« وشارك في الدورة الأوليمبية الخامسة في استوكهولم عام 2191.. قام بعدة رحلات لاستكشاف الصحراء الغربية بمصر وليبيا عام 0291 واكتشف واحتي العوينات وأركنو كما لم يتم اكتشافهما من قبل وتم منحه الميدالية الذهبية من الجمعية الجغرافية العالمية للاكتشافات ومنحته الجمعية البريطانية لقب رحالة عظيم، لعب دورا بالغ الأهمية في الحياة السياسية المصرية، تزوج بالملكة نازلي أم الملك فاروق ليكبح جماحها بعد موت زوجها الملك فؤاد باقتراح وإصرار من الملك فاروق بعد أن تعددت نزواتها وذلك رغبة من أحمد حسنين باشا للحفاظ علي هيبة القصر الذي يعمل به.. قارئي العزيز لست في حاجة إلي الإشارة إلي فرق شاسع وضخم بين رئيس ديوان أدي واجبه طاهرا شريفا يبذل كل جهده لحمايته وصيانته ورئيس ديوان هبر وأفسد وفعل كل المحرمات، ونجح في احتواء الحاكم وتوجيهه لطريق مصلحته الخاصة وجمع حوله بطانة السوء التي سولت له فكرة توريث الحكم لابنه وكأن مصر قطاع خاص لهم فكانت الواقعة.