في شارع النبي دانيال.. حكايات وأسرار كثيرة يختزنها الطريق.. يتداولها رواد المكان.. ينسجها أصحاب المقاهي ودكاكين الكتب المصفوفة بخيوط من عالم الأسرار.. وبعض الخبايا مازلت مدفونة في باطن الأرض في السراديب الأثرية.. وبعضه يعلو جاذبا الأنظار.. فهنا في منتصف الشارع يستقبلك المركز الثقافي الفرنسي بعمودين أثريين فيهما عظمة الإغريق.. يفتتحان بوابة الحضارة الفرنسية في الإسكندرية.. دارت حولهما تساؤلات الباحثين.. عن آثار مصرية غير مسجلة في مبني أجنبي ذو طابع دبلوماسي وعن مدي الاهتمام يهما.."الأخبار" طرحت التساؤل علي المجلس الاعلي للآثار.. فأكد أحمد عبد الفتاح مستشار المجلس الأعلي للآثار انه بصدد تقديم مذكرة للدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الاعلي الآثارخلال الأيام المقبلة.. لإنهاء إجراءات توثيق العمودين والاتفاق علي الوضع القانوني المناسب لهما.. باعتبارهما آثارا مصرية خاضعة لسلطة المجلس الأعلي للآثار.. لافتاً إن تلك المبادرة تتضمن أيضا تسجيل المبني المركز الفرنسي بأكمله والذي يزيد تاريخه عن 100 عام ويقع ضمن حي وسط المسجل اثريا.. وذلك في إطار خطة المجلس الأعلي للآثار لتسجيل جميع الآثار المصرية.. وحول أهمية العمودين انهما يرجعان إلي العصر الروماني وقد تم اكتشافهما نهاية عشرينيات القرن الماضي.. ويضيف مستشار المجلس الأعلي للآثار انه قد لمس تفاهما وتعاونا كبيرا من الجانب الفرنسي عند تحدثه معهم.. وقد توصل إلي أن الأنسب هو ترك العمودين الأثريين في مكانهما كمعلم رئيسي لشارع النبي دانيال وعدم الإخلال بالتراث المعماري للمدينة.. مشيرا إلي سيتم وضع خطة للحفاظ علي الأثر وعدم التصرف فيه وضمان السيطرة التامة من قبل الآثار عليه.