يحق لنا الاحتفال بمناسبة مرور عام علي مقتل أبنائنا شهداء ميادين مصر في الخامس والعشرين من يناير.. يوم خرجوا مسالمين مطالبين بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.. وبالطبع لم ترض شعاراتهم من تملكوا مصر وعزموا علي توريثها لأبنائهم رغما عن أنف شبابها أصحاب الحق الأصيل بهذا البلد ولو من الناحية العمرية..فخرجوا مطالبين بالحق زاهقين في الباطل! انزعج أولو الحكم من شعارات الشباب البيضاء وهي شعارات نادت بها كل القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية وكل الأديان السماوية والوضعية.. والأغرب أن اولي الحكم الذين انزعجوا من هذه الشعارات رفعوا هذه الشعارات في المحافل الدولية ووقعوا عليها في المواثيق والمعاهدات.. ورأيناهم يؤمنون بالاديان السماوية.. وشاهدناهم بأعيننا عبر شاشات البث التليفزيوني يتصدرون الصفوف وقت إقامة الصلاة في الأعياد والمواسم الشريفة.. وأظن أنهم كانوا يقرأون في صلواتهم قول الحق"ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا".. ولم تردعهم الآيات الكريمة عن قتل ابنائهم وفي ميادين بلادهم وهم يرفعون شعارات بيضاء نادت بها الاديان ! اتعجب كيف لم تمنع حكامنا صلواتهم وتلاوتهم لآيات ربهم من قتل زهرات شباب الوطن..شباب مسالم طالب بما كانوا يقرأونه في صلاتهم من اقامة العدل بين الناس.. ألم ينتبه حكامنا لما يتلونه من »إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها و لا يحيي..«.. سبحان الله عليهم.. صدق قوله الكريم فيهم.. "وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون..". سبحان الله.. عام ولم تجف دماء الأبناء.. ومطالبهم مرفوعة من الخدمة.. ومازال بقية شبابنا علي استعداد لري تراب الحرية بمزيد من الدماء.. لكن القلوب تحجرت وبهرتها زينة الدنيا.. مازالت العصبة أولي القوة متمسكة بالمكاسب وليضيع الوطن.. وليمت الشباب ولنخيف الناس بما هو آت من تقتيل وتشريد ومن مؤامرات تحاك ضدنا.. والدنيا كلها تعمل غير لاهية ولا تنتبه لنا.. ويكفي ما نحن فيه من مؤامرات بني الوطن وصراعات تقسيم الغنائم بين احزاب قديمة صنيعة النظام السابق.. واحزاب لا تعي من السياسية غير الاتفاقات السرية وتغيب عنها سيرة الحياة الحديثة وكيف يفكر الانسان في الرحيل إلي القمر.. احزاب لاتنشغل سوي باخفاء المرأة من علي ظهر الارض. ولا أدري كيف نحتفل بما لم يتحقق.. وبما لم ينجز.. وما أظن اننا ناجزيه ولو بعد حين مادمنا لم ندرك حتي الآن كيف تسير الامور.. نحتفل بالتحذير بأن مصر سوف تحرق يوم 52 يناير القادم ولذلك تم اخفاء البنزين.. نحتفل بشعارات باتت فولكلورا شعبيا يردد دون فهم لمضمونه او السعي لتحقيقه.. ماذا نعني بشعار »الشعب يريد إسقاط النظام« وبعد مرور عام علي 52 يناير مازال النظام وأكثر من ذي قبل.! هل قتل أبناؤنا من اجل الاحتفال برحيل مبارك من سدة الحكم.. ونظام مازال يسعي وبكامل قوته وابنائه في العباسية يصيحون ليل نهار "آسفين ياريس".. نحتفل وحملات التشوية لكل شباب الثورة تجري علي قدم وساق.. نحتفل ومحاكمات شباب الثورة تتم قبل طرفة عين ومحاكمات رموز النظام السابق تجري تمثيلية وتطلق لسانها علينا جميعا..! يارائحة الثورة بارك الله فيك.. وبارك الله في دماء ابنائنا وعيون شبابنا التي أبت ان تري نور الحياة مرة أخري وما لفظته مازال يحيا بيننا وما هو قادم أشد وأنكي.. ما تبقي لنا غير الحلم الجميل حلم 52 يناير؟!.