نزع الفتيل الآن في يد مجلس الشعب المنتخب. يوم الإثنين المقبل سينعقد أول مجلس شعب جاء عبر انتخابات ديموقراطية حقيقية، رغم تحفظات البعض علي أسلوب اقناع الناخبين. انعقاد المجلس الجديد يوم الإثنين برئيسه د. سعد الكتاتني المنتمي لحزب الحرية والعدالة، يؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ مصر بعد انهيار نظام حسني مبارك، وانا هنا لا أريد أن أتوقف كثيرا أمام ما قد يمثله المشهد من معان يمكن تلخيصها تحت مقولة " سبحان مغير الأحوال، وسبحان من يغير ولا يتغير " فالجماعة التي كانت محظورة بالأمس، هي التي تحكم وتشرع اليوم، ولكنني أريد ان أتجاوز هذا المشهد الدرامي الي ما هو أهم في رأيي، وهو أن انعقاد اولي جلسات مجلس الشعب ستكون قبل 48 ساعة من 25 يناير، وهذا يعني أن الشارع الذي عاني علي مدار عام من انعدام الأمن، وشبه انهيار لكل مقومات الدولة، ينتظر الكثير من هؤلاء النواب لنزع الفتيل، فنحن لا نريد ثوارا يحرقون البلد، وهم يدعون للتغيير، وهذا حقهم، وحقنا، ولا نريد في الوقت ذاته حكم العسكر. نريد للجيش أن يعود في اسرع وقت لثكناته قبل ان تطاله نجاسات السياسة. معادلة صعبه، ولكنها ليست مستحيلة، فأنا أحب الجيش، لأنه الشرف والرجولة، والشهادة والفداء، وأكره من يمسه، ولكن علي المجلس العسكري ان يسارع في العودة برجاله حبا وكرامة، ويكفيهم شرف حماية الثورة. أنتظر من المجلس الشعب شيئا استثنائيا في يومه الأول يكون بمثابة رسالة للداخل والخارج أن في مصر برلمانا منتخباً يستطيع أن يحمي مستقبل هذا البلد من العواصف والأنواء الطبيعية، والمصطنعة في الغرف المغلقة.