صديقي: لا تنظر حولك، انظر فوق إلي السماء فهي أروع وأرحب وأكثر صدقا وصفاء، تعلم منها الحرية كما العصافير المغادرة في الشتاء لتعود في الربيع، اقتبس منها النور والسعادة، احصل منها علي حقك في الحياة، اجعل نفسك عملاقا في زمن الأقزام، حكيما في سنوات الجنون، قادرا في أيام اليأس ! قل يارب تجد الله بجانبك، يمنحك طاقة هائلة لتصبح كما تريد لا كما يريد لك الآخرون، قل يارب وسافر نحو هدفك ولن يخذلك الله ، من ينتظر الخير يرزقه الله خيرا، ومن يأمل حبا يمنحه الخالق قلبا قادرا علي الحب، ومن يريد السعادة يمد الرحمن له حبلا يرفعه إلي الانتصار! حين يصبح اليقين هو خبزك ودعاءك وصلاتك وعملك وعلمك.. يؤكد لك الله أنك اخترت الصواب حتي لو كان كل ما حولك هو الخطأ، لاتجعل الصور المهزوزة مثلك الأعلي فتترك كل ما في نفسك من جمال وتسير في الطريق إلي الجحيم. ثق في نفسك إلي أبعد الحدود ، وتذكر أن الذين غيروا صفحات التاريخ بشر مثلك، والذين قهروا الأيام الصعبة هم من نفس اللحم والدم والعرق لكنهم آمنوا أن في داخلهم سر يمكن تفسيره وتحقيق المستحيل به. كل بقاء هو في الأصل طاقة نور صغيرة ، وكل نجاح هو في الأصل فكرة بسيطة ، وكل قصة حياة هي في الأصل كلمة علي سطر ! الهزيمة تأتي لمن ينتظرها ، القهر يأتي لمن ينحني للعواصف ، والموت يأتي لمن أغلق عينيه في وجه الشمس، ابحث داخلك عن قارب نجاة تنجو به كما سفينة نوح، ابحث في مخزنك السري عن حلم مهمل أو قوة محفوظة أو ورقة دونت عليها رغباتك الأولي في الحياة. لا تقف في مكانك .. تحرك للأمام، اكتشف التفاصيل الصغيرة التي تجعل منك إنسان وانفخ عنها التراب، تعامل معها علي أنها ثروتك الكبيرة التي لايملكها أحد إلا أنت، غادر مقاعد الكسالي والمتقاعدين إلي ميدان الإبداع، كل يد تعمل هي التي يحبها الله، اصنع خيرا وانسه، خبزا وقدمه لمن حولك، خيوطا من حرير وأبتسم في وجه الحياة. الحياة التي تتمناها.. تأتي في اللحظة التي لا نتصور أنها قادمة، وتولد في اللحظة التي نبحث فيها عن أشياء أخري قد لا ننتظرها، والطابور الطويل الذي نقف فيه دون أمل في الحصول علي ما نريد سوف يتحرك فجأة للأمام بسرعة مذهلة . لا تعتقد أنك منسي، مهمل ، فاتك كل ماجئت الحياة من أجله، بالعكس.. سوف تفوز بما تريد ولو بعد حين، بقوتك التي تتصور أنك لا تملكها.. وبثورتك التي لا تتخيل أنها داخلك.. وبقفزتك التي نسيت أنك قادر عليها. مهما كنت ومهما كانت حياتك ومهما كان الوقت ومهما كان خوفك ومهما كان الليل ومهما حاصرك الألم وحاضرك قاسيا.. تستطيع أن تغير حياتك وتغير نفسك وتغير واقعك وتغير صوتك وتغير موقعك.. فتطول ما كان في عينيك مستحيلا، وتحصل علي ما كنت تؤكد لنفسك أنه بعيد ! هناك أشياء كثيرة تستطيع أن تفعلها في أوقات الزحمة والقلق والعتمة غير الأنتظار ، تستطيع أن تتعلم ولو حرفا جديدا في كتاب الحياة الذي لا ينتهي الا بالموت ، تستطيع أن تنظم أحلامك و تصلح أخطاءك وتكتب قصتك من أول وجديد. إذا كنت عاطلا.. ابحث عن عمل ، واذا كنت طالبا.. تعلم أكثر، وإذا كنت تعيسا.. أخلق اشياء تسعدك، واذا كنت مظلوما.. حول غضبك إلي طاقة نجاح! مافائدة الشمس التي تشرق كل صباح إذا لم نبدأ بها يوما جديدا في الحياة، ما فائدة الأيام التي تأتي أذا لم نتعامل مع كل يوم علي أنه تجربة جديدة لنا في الحياة يجب أن نخوضها ونسعد بها مهما كانت النتيجة فوز أو هزيمة، مافائدة أصابعك إذا لم تكتب بهم قصيدة أو تخترع معهم أنجازا جديدا! ثق أنك هنا لأن لك دورا علي خشبة المسرح المزدحمة بالبشر ، ولابد أن يكون دورك مميزا يلفت الأنظار لك ويضمن لك دور البطولة ، كل الأبطال لعبوا أدوارا صغيرة وبدأوا بمهام كانت تبدو تافهة. حب نفسك! أحبها وخف عليها وارفعها من الأرض إلي السماء ، ومن اللامبالاة إلي البحث عن حقك في الحياة. أنت شئ كبير فلا تجعل أحدا ولاتجعل زمنا ولاتجعل وجعا ولاتجعل يأسا ولاتجعل فسادا يهزك أويهزمك. أشكرك .