خالد جبر والله كنا نسينا.. أو كدنا ننسي أن هناك رئيسا سابقا مخلوعا مع ابنيه.. ووزير داخلية مأسوفا عليه وستة من مساعديه يقفون أمام المحكمة بتهم القتل والاصابة والتربح والفساد.. نسينا أن الثورة المصرية قامت منذ 11 شهرا من أجل الاطاحة بهؤلاء.. فساد رئيس.. وطموح وريث.. وطمع أسرة حاكمة.. وانحراف رجال أمن وسيطرة وقمع وبطش.. وقل ما تشاء. اليوم تعود المحاكمات من جديد.. المحاكمات التي ينتظر منها الشعب حكما ناجزا سريعا رادعا.. ولا ينتظر منها أن تؤجل مرة أخري.. بعد ان تأجلت وتعطلت واصبحت تمثيلية مملة وماسخة. كان هدف هيئة الدفاع هو ان تتعطل المحاكمات.. وتطول.. وتموت.. وأن ننساها كما حدث.. وهذا حقهم.. أو بمعني أصح هذه شغلتهم.. ولا لوم عليهم.. فالمحامون غالبا هم أساس بطء التقاضي في كل القضايا تقريبا.. وما قضية مبارك ونجليه وأعوانه الا واحدة من تلك القضايا. وكان سيناريو الدفاع إحداث جلبة وضوضاء وضجيج في قاعة المحكمة.. لترفع الجلسة اكثر من مرة في اليوم الواحد.. ويزهق القضاة.. وقد تبدو عليهم علامات الضيق بالمحامين.. فيتم ردهم.. وينتظر طلب الرد في محكمة أخري.. وعلي رأي المثل: »موت ياحمار«. اليوم تعود المحاكمة من جديد.. وهناك طبعا خطة لهيئة الدفاع.. وبالتأكيد هناك أدلة جديدة ستقدمها النيابة لادانة المتهمين.. والمباراة بينهما ستكون صعبة.. أصعب من مباراة الاهلي والاسماعيلي التي شاهدناها مساء أمس. وسوف تعتمد هيئة الدفاع علي وثائق وصور ومستندات تبرئ مبارك من تهمة قتل المتظاهرين.. وإلصاق التهمة بوزير الداخلية ومعاونيه ورجاله وحدهم.. وستكون هناك مستندات وادلة مضادة بالتأكيد تكفي لادانة الرئيس نفسه. الكلمة الاخيرة ستكون لهيئة المحكمة.. ولن تكون لي أو لك أو لأي احد آخر.. المهم ان تدخل المحكمة في الموضوع.. ولا تلتفت الي محاولات العرقلة والتعطيل.. وتتجاهل كل ألاعيب المحامين.. وتصدر حكمها.. الذي يتمني الشعب ان يكون قبل 11 فبراير القادم.. ليكون تتويجا لنجاح ثورة.. لم يشعر الشعب بطعمها بعد.