رغم انني لا أحب البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للنادي الأهلي العريق.. إلا انني اري فيه قدرا كبيرا من الذكاء لابد أن نقدره عليه. وفي المباراة الأخيرة للنادي الأهلي امام نادي مصر للمقاصة فوجئت بالمدير الفني »البرتغالي« يسرق اعجاب جماهير ناديه في لحظة.. ويمحو كل الاثار السيئة لما تردد عن عمولات وصفقات مشبوهة في لحظة.. ارتدي جوزيه قميصا عليه صورة المهندس الشاب محمد مصطفي احد اعضاء مجموعة التراس اهلاوي والذي استشهد في احداث مجلس الوزراء. كان هذا الموقف له أثر السحر علي جماهير الأهلي.. وعلي كل جماهير الرياضة في مصر حقيقة.. حتي غير الأهلاوية.. وليس له مدلول آخر سوي أن التعامل مع الآخر يحتاج الي ذكاء اكثر من إحتياجه لأي شيء آخر. ونحن نفتقد الي هذا النوع من الذكاء في تعاملنا مع الآخرين.. ولو قامت اجهزة الدولة -وأقصد المجلس الأعلي للقوات المسلحة- بما قام به جوزيه.. لأصبح الطريق ممهدا لأن ينتقل كل من في ميدان التحرير الي ميدان العباسية. كانت لحظة اداء اللواء محسن الفنجري التحية لشهداء مصر يوم 9 فبراير قبل تنحي الرئيس المخلوع بيومين هي أسعد لحظات الشعب.. في تلك اللحظة ادرك الشعب أن الجيش معه.. ينصره.. يحميه.. وأنه معه ضد نظام يسقط.. وانه لن ينحاز الي هذا النظام.. وانحيازه الوحيد سيكون للشعب. مجرد اداء التحية.. كان مؤثرا بشكل كبير.. مثلما فعل مانويل جوزيه بقميصه.. ولكن الاصرار علي المواجهة له سلبيات كثيرة.. أهمها أن حدة المواجهة سوف تزيد.. والعداء سيكون هو اسلوب حياتنا.. ثائرون يطالبون باقصاء الجيش عن الحكم رغم انه ليس هناك بديل جاهز.. وجيش يصف الثوار بالمتآمرين أو البلطجية رغم انه لم يمت بلطجي واحد.. وكل الذين ماتوا كانوا من الشباب الذين نفتخر بهم.. امثال عماد عفت وعلاء عبدالهادي ومحمد مصطفي وغيرهم. احيانا اسأل نفسي.. ما الذي اوصلنا الي هذا الحد.. وما الذي دفع بنا الي تلك المواجهة.. ولكني لا أجد اجابة.. سوي اننا ينقصنا بعض الذكاء.. ينقصنا أن نواجه أنفسنا.. لا أن نتواجه مع الآخر.. ينقصنا أن نصارح أنفسنا.. وأن نحب الآخر.