استفزني الخبر تماما كما استفز غيري فهل من المعقول ان تقوم أي شركة كهرباء باطفاء اعمدة الانارة في الشوارع بالقاهرة لتخفيف الضغط والأحمال عن محطاتها التي تولد الكهرباء.. الادهي في الأمر كما ورد في الخبر أن الشركتين اللتين تقومان بتوزيع الكهرباء لم تقوما بالتنسيق مع محافظة القاهرة صاحبة المصلحة الرئيسية مع سكانها قبل ان تتخذ هذا الموقف بحجة انها تناور بين الشوارع الرئيسية والفرعية باطفاء البعض احيانا بالتبادل مع شوارع اخري جانبية. منتهي الاستهتار بالناس وبالشوارع فإنارتها ألف باء الامن والسلامة سواء أكانت طرقا رئيسية أم طرقا فرعية.. فكم من الجرائم ترتكب تحت جنح الظلام سواء بالسرقة او الاختطاف او بالاعتداء علي النفس والمال وكم من المجرمين يستغلون »الظرف« والظلام لممارسة كل النشاطات الاجرامية علي مختلف أشكالها. هناك مناطق مظلمة يستغلها تجار المخدرات كأوكار لممارسة نشاطاتهم وهناك اخري يستغلها عديمو الضمير والاخلاق مناطق لممارسة الرذيلة والبغاء نظير اتاوات يفرضونها وجعلوها أشبه بالمناطق المؤجرة لحسابهم. لا ادري كيف جاء هذا التضارب بين شركتي الكهرباء صاحبتي حق التوزيع وبين محافظة القاهرة ممثلة في الإدارة المركزية للانارة العامة. المحافظة فوجئت بالموقف كما اعلن مسئولوها في الخبر الذي نشرته الاخبار أول أمس وهذه كارثة وكأنها غريبة او ليس لها صلة أو اتصال بمندوبي شركتي الكهرباء. والاخرتان قامتا بالمناورة باطفاء اعمدة الانارة في الشوارع دون ان تستشير المحافظة فيما هو مطلوب او ان تلجأ إليها تطلب منها بيانا بالشوارع الرئيسية التي لا يجوز اطفاء الانارة مطلقا بها. وهؤلاء وهؤلاء العابثون الم يكلفوا خاطرهم ليسألوا جهات الامن ممثلة في مديرية امن القاهرة وضباطها ومديرها ليستأذنوا فيما قاموا به أليست الانارة احد اساليب رجال الأمن في مكافحة أو وقف أو تأمين الناس والارواح والممتلكات ضد الخارجين علي القانون أو محترفي الاجرام. الحقيقة ان الامر كله يحتاج إلي اعادة نظر علي كل المستويات فمسئولو المحافظة فيما يتعلق بالانارة وعلي مستوي كل الاحياء لديهم العديد من اوجه القصور فهناك شوارع بالكامل لا تضاء وأمثلة ذلك اجزاء كبيرة من طريق الاوتوستراد بين القلعة والمعادي وامتداده في محافظة حلوان وهناك شوارع تضاء نهارا وبأعلي طاقة من الاضاءة دون ان تتدخل تلك الإدارة لترشيدها وهذا يمكن ان يتم باضاءة مناسبة ولو بنصف قوة بالاتفاق مع شركتي توزيع الكهرباء دون أن تفاجئ بقطع التيار عن عواميد الإنارة. وشركات توزيع الكهرباء لديها العديد من اوجه القصور فهل يتم وضع حدود وكثافات التحميل من قبل رجال المحافظة دون الرجوع اليهم حتي يقوموا من انفسهم بقطع الانارة عن الاعمدة بحجة توفير الاحمال؟ انارة الشوارع ضرورة لحفظ الامن والنظام والحفاظ علي الارواح وأي حجة للتوفير او لتخفيف الاحمال »حجة البليد« ابحثوا عن اساليب اخري »وتفاهموا« بعضكم مع البعض الآخر وليكن ذلك بعيدا عن راحة الناس وأمنها وسلامتها. لا أدري هل نحن في جزر منعزلة، كل يعمل لمصلحته الشخصية؟