الحكاية أصبحت سخيفة جدا.. أليس كذلك؟. نحن الذين نخلق المشكلة ثم نبحث لها عن حل. نحن الذين نترك اصحاب الحقوق دون رد لحقوقهم ثم نلومهم بعد ذلك.. نحن الذين صنعنا قنبلة اسمها اطفال الشوارع وبعد ذلك تصفهم بأنهم مجرمون.. نحن الذين نضع الكبريت في مواجهة البنزين ثم نتهم طرفا ثالثا بأنه هو الذي أحرق الدنيا. المجلس العسكري الذي وثق فيه الشعب يوم التنحي بدأ مشواره بورود تلقاها من ابناء الشعب وقبلات وأحضان.. اليوم يتلقي الطوب والحجارة وسيلا من الكلام الذي لا يقبله الجيش علي نفسه.. ولا نقبله نحن عن الجيش لانه درعنا وسيفنا وأملنا الوحيد في الأمان والاستقرار. لابد ان يسأل المجلس العسكري نفسه.. كيف تحول الأمر بهذه الصورة الرهيبة من حب وثقة الي تحد وشك في كل التصرفات والكلام. هل تغير شيء في الشعب أو حتي بعض فئات الشعب؟.. أم تغير شيء في المجلس العسكري نفسه. طبعا هناك أشياء تغيرت في الطرفين.. لابد أن نبحث عنها.. ونحاصرها.. ونقضي عليها.. لأن المتظاهرين مصريون وطنيون ولهم حقوقهم المشروعة في الثورة وتوابعها.. والجيش هو أبو الوطنية ولا يمكن ان نشكك فيه.. لا بديل له.. ولا يمكن ان نتخلي عنه أو نقبل اهانته أو تفكيكه وتدميره. مطالب الثورة لابد أن تتحقق.. ولا يمكن ان نلوم الذين يصرون علي تحقيقها ولا يمكن أن نلوم الذين يواصلون الطريق.. حتي انفجرت حناجرهم بالمطالب.. لان بعضهم يموت ويصاب ويدفع الثمن.. الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. اشياء ثمنها غال جدا.. ومن يتقدم منا.. ويتطوع لدفع الثمن لابد أن نقدره لا أن نكدره. وفي المقابل فان المجلس العسكري الذي يمثل الجيش الذي نحترمه ونقدره.. عليه أن يتقرب للناس.. لا أن ينبي الاسوار.. عليه أن يتحاور اكثر ويتفهم اكثر.. واذا كانت هناك مؤامرة فليكشفها كاملة ولا يكتفي بالتلويح أو التلميح.. وإذا كان هناك متآمرون فليقضي عليهم تماما.. وهو قادر علي ذلك. مصر.. مش ناقصه حرايق.