وقفت في طابور الانتخاب رغم اصابتي بكسر في زراعي اليسري حتي لاأحرم نفسي متعة يوم التصويت الذي انتظرته عمرا طويلا، خلال الدقائق القليلة التي استطعت فيها ان أتحامل، شاهدت الشعب المصري بنسائه واطفاله وبسطائه وفقرائه لم تمنعهم ظروفهم مهما كانت عن ممارسة الديمقراطية، وأدهشني بشدة ان تخرج بعض الدراسات بان البسيطات ذهبن خوفا من الغرامة، وهذا قول يبعد تماما عن طبيعة المصريات، حتي وان كانت ظروفهن فعلا لاتحتمل اعباء 500 جنيه، لكن ماشاهدته يثبت ان هؤلاء النسوة وربات البيوت والموظفات لايقللن عني حماسا لمعايشة التجربة ان لم يزدن، فقد رأيت البهجة والسعادة والاصرار علي التصويت، حتي وان وقفت بعضهن تسأل من ننتخب وكيف ننتخب وهن لاتختلفن عني كصحفية فقد كنت أقف رغم آلامي وانا لا أعرف من أنتخب لكن كانت تحدوني فقط الرغبة في ان اساهم في تجديد دماء بلدي وكنت احتاج مثلهن الي من يوجهني في اجراءات التصويت، هنا شعرت اننا امام لجنة تديرالعملية الانتخابية وهي مكسورة الجناح فقد تركت الارشاد الي تيارات بعينها وللحق لم اسمع مايحمل دعاية مباشرة لحزب معين، لكني شعرت انهم ليسوا غرباء عن الشارع وهموم البسطاء، ورغم انني لم أتحمل الوقوف طويلا، لكن وجدتني أتساءل ردا علي مقولة التصويت خوفا: من اكثر مدعاة للأحترام اللائي يذهبن للادلاء بأصواتهن خوفا من الغرامة ام من كن يدلين بأصواتهن في الماضي مقابل تحصيل ثمن الصوت في منازلهن؟! .