مروان محسن تألق أمام جنوب أفريقيا وأحرز الهدف الثانى في السابعة مساء »التاسعة بتوقيت القاهرة«.. علي ملعب مراكش الدولي بالعرب.. يلتقي منتخبا مصر والمغرب في الدور قبل النهائي لبطولة افريقيا المؤهلة لأولمبياد لندن.. الفائز يصعد للدور النهائي ويتأهل مباشرة للدورة الاولمبية.. والخاسر ينتظر لقاء المركزين الثالث والرابع مستمرا في البحث عن تذكرة التأهل التي ينتزعها بالفوز أو يواصل البحث في المحاولة الثالثة عندما يلتقي بمنتخب آسيوي في مباراة حاسمة. المواجهة بين الفراعنة وأسود الاطلسي خارج دائرة التوقعات حسب رأي الاغلبية من الخبراء لأن الحديث عن تأثير الارض والجمهور أصبح نظرية قديمة بما أن هذا التأثير قد ينقلب علي صاحبه بضغوط من المدرجات لايشترط أن يكون علي الفريق المنافس تشتت تفكيره وتخطف تركيزه وتصيبه بالرعب إذا تخيل اللاعبون في الملعب كيف سيكون الحوار مع الجمهور والإعلام اذا اخفقوا.. هذا في حد ذاته يكفي لأن يأخذ الكثير من إمكانات اللاعبين ويهدرها في مزيج من الخوف والتوتر فيقل الإنتاج الفني ويتعثر تنفيذ المهام وترتبك الخطة بكاملها.. وعدم القدرة علي التوقع يعني في المقام الأول أن الخبراء يعتقدون ان الفريقين متكافئان فنيا، وتجمعهما معطيات مشتركة في أسلوب الاداء والتشابه المعروف تاريخيا بين فرق الشمال الافريقي. التحرير من المتاعب ومبدئيا.. ربما هذه الرؤية لاتناسب المنتخب المغربي الذي من المفترض الا يتساوي مع منافسه وهو يلعب علي ارضه وفي حضرة جمهوره الذي يريد أن يراه مبادرا ومسيطرا.. بينما تناسب منتخب مصر الذي يملك سلاحا مهما للغاية في هذا اللقاء يحمله لأول مرة منذ أن بدأ مشوار البطولة وهو »التحرر« من الضغوط التي عاني منها كثيرا في الدور التمهيدي وكادت تخرجه مبكرا وتعيده إلي القاهرة.. واستطعنا بسهولة ان نشعر بهذا الاحساس المسيطر علي بعثتنا.. نحن نتحدث في ذلك صراحة ولانخفي الشعور بالراحة والرضا بأي نتيجة.. فليس مهما ان نخسر من المغرب و الأهم بكثير أن نتأهل إلي الاولمبياد.. ربما لايجدر بالمصريين أن يفكروا هكذا وهم الرواد في أفريقيا والوطن العربي، وحضارتهم العريقة لاتسمح لهم بهذه الروح »القنوعة« بالقليل.. إلا أن ذلك هو الواقع بتأثير المعاناة في الدور التمهيدي الذي آراه اكثر ضراوة وإثارة من الادوار النهائية.. لأن الفرق الثمانية كانت متقاربة المستوي إلي حد كبير، وكان الصراع بينها ملتهبا والخطر قريب منها حتي النهاية.. والافلات من هذا الصراع كان نصرا كبيرا يستحق إحتفال من حققوه. ولا تخطئ العين ان هناك رهانا داخل منتخبنا وبعثتنا علي سلاح الجمهور الضاغط علي فريقه.. هو رهان مثير مضمون إلا اذا كان سبق التهديف لصالحنا.. إذا أحرزنا الهدف الاول نكسب الرهان لان الضغط النفسي علي لاعبي المغرب سوف يكون عنيفا بينما سنلعب نحن بارتياح وهدوء يزيدان من التركيز.. لايبدي أحد إستخفافا بفكرة ان يتمكن منتخبنا من الفوز في ظل الغطاء الجماهيري المتوقع لمنتخب المغرب الا ويرد عليه الآخر بأن الغطاء يمكن ان ينكشف ويتعري أسود الاطلس ليس فقط بقدرة منتخبنا علي وضع الجمهور علي الحياد وإلتزام الصمت بل قال أحدهم اننا نستطيع ان ننتزع التشجيع من الجمهور.. وهذا طبعا خيال جامح لا يراود إلا مشجع مهووس بفريقه يفقد عقله في المدرجات.. إذن التهيئة النفسية واضحة.. وهذه المرة لاتحتاج إدارة البعثة ولا الجهاز الفني بذل جهد خارق لتوجيه اللاعبين إلي وجهة محددة كما حدث في كل مباريات الدور التمهيدي.. وظهر ذلك جليا من طبيعة التدريبات التي سبقت المباراة.. حيث اصبح التفرغ فقط للامور الفنية وتجهيز اللاعبين وشرح الخطة و »تجويد« المهام والتكليفات.. ولم يخرج الإداريون والإعلاميون في »لعب الكرة« إلي جوار مران الفريق. التدريبات »مرحة« وسباق التخمينات محترم.. كل واحد يرسم سيناريو المباراة.. ويظل »الشيخ« حمادة شادي بطل التوقعات خاصة وهو الذي أصر علي ان منتخنبا سيفوز علي جنوب افريقيا بفارق هدفين رغم »التأزم« في الشوط الاول.. وقد توقع فوز منتخبنا في لقاء اليوم بركلات الترجيح.. وكان لافتا للنظر أن الفريق في مران أول أمس لم يتدرب علي ضربات الجزاء الترجيحية.. وخلال التدريب قلت لأحمد مجاهد رئيس البعثة المفروض ان يتدرب اللاعبون علي تسديد الركلات، وقال بثقة: أكيد سوف تكون واحدة من فقرات التدريب لكن ذلك لم يحدث!. مشاكل هناك مشاكل تقلق الطرفين.. في منتخب مصر.. أحمد حجازي الركيزة الاساسية في خط الدفاع مصاب بشد في العضلة الامامية.. لم يشارك في المران الجماعي اول أمس وخضع لتدريبات علاجية تحت إشراف فجر الاسلام اخصائي التأهيل ومازال الجهاز الفني في انتظار قرار نهائي من د. مصطفي المفتي طبيب الفريق الذي أبدي تفاؤلا بمشاركة اللاعب الذي بدوره أبدي إستعدادا للعب ولو »برجل واحدة« وحتي لو شارك اللاعب سيظل مصدر قلق.. وإنفصل مران محسن المهاجم الاساسي من التدريب الجماعي وإنضم لزميله حجازي لمعاناته من إجهاد عضلي أيضا ويقول الطبيب انه مجرد إجهاد وليس شد ولذلك لن تكون هناك مشكلة في مشاركتهما وسوف ينضمان إلي مران الغد »أمس«.. أما إسلام رمضان المصاب بالتواء في الكاحل فقد شارك في التدريب كاملا بما يؤكد شفاءه، وهو لاعب مهم حاليا لأنه »جوكر« في الخطوط الخلفية ويستطيع ان يحل محل حجازي إذا غاب علاوة علي مركزه المعتاد في الجهة اليسري. وفي منتخب المغرب.. هناك مشاكل من نوع آخر.. الجمهور والاعلام غاضبا جدا من المدير الفني الهولندي بيم فيربريك لانه اشار بأصبعه الوسطي إلي أعلي واعتبرها الجمهور والإعلام ان الإشارة ضدهما.. وحدثت مشادة بين الصحفيين ومنظمي المؤتمر الصحفي عقب مباراة المغرب والسنغال لانهم طالبوا المدرب بالاعتذار.. إضافة إلي الاحتجاج العنيف الذي أبداه عبدالعزيز برادة نجم الفريق المحترف بنادي خيتافي الاسباني ضد الجهاز الفني لان الاخير لم يخرجه من الملعب بعد ان شعر بالاصابة .. وبلغت الازمة إلي حد ان جمع اللاعب حقائبه واستعد للرحيل من المعسكر لو لا تدخل المسئولين.. وكان من المفترض ان ينتهي وجود اللاعب مع المنتخب مع نهاية الدور التمهيدي حسب الاتفاق مع نادي ختافي إلا ان اتحاد الكرة نجح في اقناع النادي الاسباني بتركه يكمل البطولة. الحوار الفني.. والتشكيل وتأتي إلي الحوار الفني في الملعب.. وهو بلاشك سيكون مشوقا بصرف النظر عن مقاييس المتعة والاستمتاع.. لأن الحساسية الخاصة بين الفرق العربية أو أي فرق من منطقة تخلق قدرا كبيرا من التشويق وتفرض علي الملعب صراعا من النواع المحبب للمشاهدين.. والصراع بين متنافسين هو أصل المتعة.. وكلما تكافأت القوتين إزدادت المتعة لأن الصراع يحتدم.. والفريقان مكشوفان لبعضهما البعض.. وحرص الجهاز الفني علي مشاهدة كل مباريات المغرب في الدور التمهيدي بل شاهد مباريات ودية سابقة إمعانا في دراسة الخصم.. والمؤكد ان الجهاز الفني للمغرب فعل نفس الشئ.. وهذا الاهتمام الخطط سوف يؤدي إلي مباراة مغلقة وتجدر الاشارة إلي أن منتخبنا لم يثبت حتي الان انه متميز في اللعب في مساحات ضيقة ولم يثبت كذلك انه يغلق الملعب امام الخصم ويضغط جيدا علي منافسه.. بما يعني ضرورة ان يتغير في هذه المباراة ويمنحنا اللاعبون شعورا مغايرا بأهم مقاتلون.. فلم نلمس فيهم هذه القتالية في المباريات الثلاث السابقة نريد ان نلمسها اليوم لانها ستكون سلاحا قويا للمنتخب المغربي بوحي المدرجات علي الاقل. أما بالنسبة للتشكيل. سوف أتوقع تشكيل منتخبنا وفي نفس الوقت أتوقع ان »يرقصنا« هاني رمزي مع غموض موقف بعض اللاعبين حتي كتابة هذه السطور.. من المفترض ان تضم التشكيلة: أحمد الشناوي في حراسة المرمي.. أمامه أحمد حجازي ومعاذ الحناوي في قلب الدفاع عمر جابر في اليمين و علي فتحي في اليسار.. محمد النني وحسام حسن ومحمد صلاح وأحمد مجدي في الوسط. مروان محسن وأحمد شرويدة في الهجوم هذا التشكيل قد يتغير اذا تعذرت مشاركة أحمد حجازي ومروان محسن.. ويظل إسلام رمضان في الصورة سواء لعب في قلب الهجوم أو في الجهة اليسري.. وأيضا صالح جمعة الذي تألق في المباراة الاخيرة.