في عام 1903 »قبل 108 أعوام، يعني قبل قرن من الزمان« كتب الشيخ محمد عبده، وكان مفتيا للديار المصرية في ذلك الوقت، بل وأول مفتي للديار المصرية منذ 9981، كتب عن رأي الدين في الفن والرسوم والتماثيل: إن فن التصوير »رسما ونحتا« من الشعر الذي يري ولا يسمع،كما أن الشعر ضرب من الرسم الذي يسمع ولا يري.. إذا نظرت الي هذا "الشعر الساكت"فإنك تجد الحقيقة بادرة لك، تتمتع بها بنفسك كما يتلذذ بالنظر فيها حسك، وإذا نزعت نفسك الي تحقيق الاستعارة المصرحة في قولك »رأيت أسدا«.. تريد رجلا شجاعا ، فانظر الي صورة »أبي الهول« بجانب الهرم الكبير، تجد الأسد رجلا، أو الرجل أسدا.. إن هذه الرسوم والتماثيل، قد حفظت من أحوال الأشخاص في الشئون المختلفة، ومن أحوال الجماعات من المواقع المتنوعة، ما يستحق أن يسمي ديوان الهيئات والاحوال البشرية، يصورون الانسان، أو الحيوان في حال الفرح والرضا والطمأنينة، وهذه المعاني المدرجة في هذه الألفاظ متقاربة لا يسهل عليك أن تميز بعضها من بعض، ولكنك تنظر في رسوم مختلفة ، فتجد الفرق ظاهرا، فحفظ هذه الآثار حفظ للعلم في الحقيقة، وشكر لصاحب الصنعة علي الابداع فيها، إن الراسم قد رسم، والفائدة محققة لا نزاع فيها، وبالجملة يغلب علي ظني، إن الشريعة الاسلامية أبعد من أن تحرم وسيلة من أفضل وسائل العلم، بعد أن تحقق أنه لاخطر منها علي الدين، لا من جهة العقيدة، ولا من جهة العمل )