وإذا كانت مصر قد بادرت بفتح أكاديميتها الوطنية لمكافحة الفساد لتدريب الكوادر الأفريقية علي مهمتهم الجليلة للقارة، فإنها تؤكد علي بذل كافة الجهود والخبرات من أجل تطهير القارة من الفساد، والذي كما قال شريف سيف الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية: إن شعوب بعض دول القارة الأفريقية عانت كثيرًا من ضياع مقدراتها وأحلامها نحو مستقبل أفضل، وبات الفساد هو العدو الأكبر والذي تقدر خسائره بمليارات الدولارات سنويًا، بما يمثل تحديًا هائلا أمام جهود التنمية والاستقرار في القارة. وقال: إن محاربة الفساد واحدة من القضايا التي توافقت عليها دول القارة الأفريقية، كإحدي أهم أولويات الأجندة، التي اعتمدها الاتحاد الأفريقي، كخطة عمل للقارة حتي عام 2063، مشددا علي أن الفساد في العديد من الدول الأفريقية يمثل عقبة أمام حركة التقدم الاقتصادي، ولا سبيل إلا تجاوز هذه العقبة بإرادة قوية وجهود إصلاحية حقيقية. وهو ما ظهر في الرؤية التي أوضحها المستشار حسام عبد الرحيم وزير العدل، من أن القضاء علي الفساد يحتاج إلي اتباع كافة الوسائل والأساليب، ومنها استخدام التكنولوجيا الحديثة في مكافحته، وأن استخدام تكنولوجيا المعلومات في نظام المدفوعات الحكومية واستصدار الإجراءات يساعد في مكافحة الفساد والقضاء علي البيروقراطية والحفاظ علي المال العام، وأيضا الرؤية التي أوضحها المستشار هشام بدوي رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، بأن تطور الجريمة المنظمة العابرة للحدود وطرقها أدي إلي زيادة معدلات الفساد، وتقويض سبل التنمية المستدامة، وهو ما يستلزم معه إيجاد وسائل وحزمة من الإجراءات اللازمة للمواجهة، من أهمها دعوة المؤسسات التعليمية في الدول الأفريقية إلي صياغة برامج تعليمية وإعلامية لصقل قيم النزاهة والشفافية لدي الشباب والمرأة، والعمل علي توسيع أفاق التنسيق بين الأجهزة الرقابية بعضها البعض، فضلا عن انتهاج سياسة موحدة لحماية المجتمعات الأفريقية من الفساد والوقاية منه، مشيرا إلي دور الجهاز المركزي للمحاسبات لنشر ثقافة مواجهة الفساد وتعزيز قيم النزاهة والشفافية من خلال المجلة الأفريقية التي يشغل رئاستها فضلا عن التنسيق مع الأجهزة المحاسبة لمواجهة تحديات الفساد. هذا الكلام المحترم والجميل يحتاج إلي أكشن بلان أو ما نسميه خطة عمل. دعاء : رﺑﻨﺎ أﺗﻤﻢ ﻟﻨﺎ ﻧﻮرﻧﺎ واﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ إﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﻳﺮ، رب اﺑﻦ لي ﻋﻨﺪك ﺑﻴﺘﺎ في اﻟﺠﻨﺔ وﻧﺠني ﻣﻦ اﻟﻘﻮم اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ.