من الملاحظة الذكية للقارئ العزيز المهندس الاستشاري نادر خميس، نقول إن ميادين عمل الخير كثيرة ومتنوعة، بل ونص عليها القرآن الكريم بتحديد من الله سبحانه وتعالي »إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» »60 التوبة». وفي تفسير الطبري توضيح لمصارف الصدقات، فالفقير يعني المتعفِّف الذي لا يسأل الناس، والمسكين هو المتذلل منهم الذي يسأل، أما العاملون عليها فهم السعاة في قبضها من أهلها، ووضعها في مستحقِّيها أما المؤلفة قلوبهم فهم الذين يُؤَلَّفون علي الإسلام، فإنهم قوم كانوا يُتَألَّفون علي الإسلام، ممن لم تصحّ نصرته، استصلاحًا به نفسَه وعشيرتَه، وفي الرقاب فإن أهل التأويل اختلفوا فقال بعضهم، وهم الجمهور الأعظم: هم المكاتبون، يعطون منها في فك رقابهم، أما الغارمون فالذين استدانوا في غير معصية الله، ثم لم يجدوا قضاء في عين ولا عَرَض، وفي سبيل الله فهي النفقة في نصرة دين الله وطريقه وشريعته التي شرعها لعباده، بقتال أعدائه، وابن السبيل المسافر الذي يجتاز من بلد إلي بلد. من هنا يتضح لنا أن ميادين ومصارف عمل الخير كثيرة ومتنوعة، وبالتالي لا يصح حصرها في عناوين محددة كالمستشفيات وعلاج المرضي، بل تتسع لتشمل كل مجالات النشاط الإنساني، وما يحقق الفائدة للفرد والمجتمع، سواء كان عمل الخير فرديا أم جماعيا، أو مؤسسيا، ولابد أن نعلم أن دائرة أعمال الخير تستهدف تحقيق النفع والفائدة لمن يستحقها، وأن ينعكس مردودها الإيجابي علي المجتمع. ومن مجالات عمل الخير، السعي علي الأسر المحتاجة والفقيرة، بتتبع أخبارها، ومعرفة الواقع الذي تعيشه، تمهيداً للتواصل مع الجهات الداعمة، والخيرية لتقديم الدعم المناسب لها، وهناك أعمال خير تتعلّق بشرائح محددة في المجتمع، كذوي الاحتياجات الخاصة، فهؤلاء لابدّ لهم من مؤسسات خيرية، ترعي شئونهم. وللحديث بقية إن كان في العمر بقية. دعاء: اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَسْأَلَةِ، وَخَيْرَ الدُّعَاءِ، وَخَيْرَ النَّجَاحِ، وَخَيْرَ الْعَمَلِ، وَخَيْرَ الثَّوَابِ، وَخَيْرَ الْحَيَاةِ، وَخَيْرَ الْمَمَاتِ، واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين.