في روايته الجديدة »طريق الحلفا»، يطرح الأديب أحمد إبراهيم الشريف أسئلة مهمة عن الحياة والموت، وعن القبور وعالم الموتي، حيث يقدم رؤيته الخاصة عن هذه المنطقة، ويقول: فكرة الرواية سنحت لي بعد تفكير طويل في شخصية »فاضل حمدون» الشاب الذي يجد نفسه أمام محنة ما، تدفعه إلي العودة إلي جذوره، لقد كان »فاضل» هو نقطة البداية التي انشغلت بها كثيرا، ثم اتسعت الرؤية بعد ذلك، وبدأت شخصيات عديدة تظهر إلي جانبه، تتقاطع معه في كل مستويات الرواية حتي النهاية، لقد فكرت بداية في الإنسان عندما يدرك أنه علي موعد مع الموت، خطوات قليلة تفصله عن النهاية، ما الذي سيفعله حينئذ، كيف يري الأشياء، ثم تجاوزنا هذه المرحلة إلي ما بعد الموت، ويكشف لنا الشريف عن أسرار تجربته الروائية الجديدة - الصادرة عن منشورات الربيع- في السطور التالية: • في طريق الحلفا كان القبر مسرحا للأحداث.. هل أصبح العالم مقبرة كبيرة؟ - أعتقد أنني رأيت القبر عالما كبيرًا، فعند الدخول يتسع كل شيئ، الأمر ليس ضيقا كما يبدو، إنه ولادة جديدة به كل شيئ من المشاعر والسلوك، حتي أن الأمور هناك تصل إلي الصراع، نعم هناك صراع بالشكل الذي نعرفه تماما، لأن كل شيئ مكتمل، الابتسامات قليلة جدا، لكنها موجودة، الحقد أيضا، والرغبة في الانتقام، أما الضحك فهو يظهر متأخرا جدا. • جاء الموت إلي بعض شخصيات الرواية علي هيئة طائر، متي يتنكر الموت في شكل كائن؟ - الموتي فقط يعرفون كيف جاءهم الموت، وفي أية هيئة تنكر لهم، لكنه في الرواية جاء مرة في شكل غراب، ومرتين في هيئة عصفور، أنا لديّ ظن أن ملاك الموت »رقيق» غير مفزع خاصة عندما يقبض روح الأبرياء والأطفال، وأتمني أن يكون مفزعا »غير رقيق» عندما يقصف أعمار الظلمة والجبابرة. • تكررت كلمة الأشباح كثيرًا في روايتك ما سر انجذابك إلي هذا المعني؟ لا أقصد بالأشباح العفاريت، لكنني أقصد الأثر المتبقي، إن الذين يمرون أشباحا في الرواية، عنيت بهم غير المكتملين، إنهم بعض شيئ، هم دليل لكنهم ليسوا كلا، كما أن الجو العام للرواية كان يقتضي وجود أشباح قادرة علي تذكيرنا بما مضي، وإرشادنا إلي ما سيأتي. تم نفي »فاضل» وكثيرين من مقبرتهم.. وذكرتني محاولاتهم الرجوع بالكوميديا الإلهية داخل مقبرتهم فما تعليقك؟ - عليّ أن أعترف، بأنني لم أفكر من قبل بأن عالم روايتي يأتي من نفس موضوع »الكوميديا الإلهية» ومن قبلها »رسالة الغفران» إلا بعدما سألتني أنت عن ذلك، لكنني أعتقد أن التقارب منحصر فقط علي منح مساحة للحديث فيما بعد الموت وليس في البناء أو الرؤية أو حتي منطق الشخصيات وبالتأكيد ليس اللغة.