كان يفترض أن تغادر بريطانيا الاتحاد في 29 مارس. لكن في غياب دعم من النواب الذين رفضوا ثلاث مرات اتفاق الخروج الذي أبرمته في نوفمبر الماضي مع المفوضية الأوروبية، اضطرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لإرجاء موعد هذا الانسحاب إلي 31 أكتوبر علي أبعد حد لكن مشروعها تعرض مجددا للهجوم من قبل أغلبيتها والمعارضة وأدي إلي استقالة جديدة مدوية داخل حكومتها، وهي استقالة الوزيرة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان أندريا ليدسوم المعارضة للاتحاد الأوروبي ولإستراتيجية ماي.وبما أنها لم تخرج من الاتحاد في الموعد المحدد، فقد اضطرت بريطانيا لتنظيم انتخابات أوروبية، وإن كان النواب البريطانيون قد لا يشغلون مقاعدهم في البرلمان الأوروبي لأكثر من أسابيع إذا نفذ بريكسيت. وتعقد الوضع بعد استقالة ماي من رئاسة الوزراء. آثار استقالة تيريزا ماي، والخروج من الاتحاد الأوروبي، من المتوقع أن تلقي بظلالها علي نتائج حزب المحافظين في انتخابات البرلمان الأوروبي، فمن المتوقع أن يتكبد الحزب الحاكم خسارة فادحة في هذه الانتخابات التي تشارك بريطانيا فيها بسبب عدم تمكنها من تنفيذ الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في موعده الذي كان محددا بنهاية مارس الماضي، وقد انطلقت بالفعل الانتخابات، الخميس، في بريطانيا وهولندا، استمرت حتي اليوم في بقية الدول الأوروبية تباعًا. وفيما يتعلق بطقس انتخابات البرلمان الأوروبي، معظم استطلاعات الرأي في بريطانيا أوضحت أن حزب بريكست الجديد بزعامة نايجل فاراج المشكك في جدوي الوحدة الأوروبية سحتفظ بالصدارة بفارق كبير عن حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض في انتخابات البرلمان الأوروبي. ويطالب حزب بريكسيت الذي أسسه نايجل فاراج بانسحاب فوري وبلا اتفاق من التكتل. وتتوقع استطلاع نشرت نتائجه صحيفة »التليجراف» البريطانية حصول الحزب »بريكست» علي 35% من الأصوات، متفوقا بذلك علي الحزبين الكبيرين، العمال والمحافظين، واللذين حصلا علي نسبة 15% و9% من الأصوات علي الترتيب، بينما حصل حزب الديمقراطيون الأحرار علي 16% من الأصوات، متفوقا بذلك علي حزب العمال للمرة الأولي. ووفقا للصحيفة، فقد أجري الاستطلاع علي أكثر من 7 آلاف ناخب بريطاني خلال الفترة من 12 و16 من الشهر الجاري، وحصل حزبا »الخضر» و»غيّر المملكة المتحدة» المؤيدان لإجراء استفتاء ثان علي الانفصال عن الاتحاد الأوروبي -مجتمعان- علي 15% من الأصوات، مقابل 38% (نسبة مجمعة) للحزبين المؤيدين للانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، حزبي »بريكست» و»الاستقلال». ،قالت صحيفة »الأوبزرفر» البريطانية إن سياسيين كبار في حزب المحافظين والعمال أصدروا دعوات كثيرة إلي ناخبيهم للحصول علي دعمهم في انتخابات البرلمان الأوروبي، بعد أن أظهر استطلاع جديد أن الدعم لحزب نايجل فاراج »بريكست» ارتفع إلي مستوي أعلي من الحزبين الرئيسيين مجتمعين. يشير الاستطلاع إلي أن حزب »بريكست» أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي تم إطلاقه الشهر الماضي فقط، في طريقه الآن لتحقيق نصر مذهل، وسيستخدمه رئيس الحزب فاراج لتعزيز حجته بأن المملكة المتحدة يجب أن تترك الاتحاد الأوروبي علي الفور دون اتفاق، وهو ما يخشاه نواب الأحزاب الرئيسية. وانه قد يحصل 50 مقعدًا في مجلس العموم اذا اجريت انخابات عامة في بريطانيا مما يغير المشهد السياسي بشكل كبير وسط غضب شعبي واسع النطاق من تعامل الأحزاب الرئيسية مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتصدَّر حزب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استطلاعات الرأي الأخيرة لانتخابات البرلمان الأوروبي، لكن استطلاع كومريس هو الأول الذي يوحي بأنه يمكن أن يتمتع بنجاح مماثل في الانتخابات العامة.