ما أطهره من مكان.. وما أروعه من مشهد.. وما أجملها من مشاعر إيمانية فياضة.. فهاهو بيت الله الحرام.. وهاهم المسلمون تنوعت لغاتهم.. وتعددت جنسياتهم.. لكن وحدهم الايمان بالله.. وجمعتهم الدموع الجياشة مكبرين داعين الله بالمغفرة.. فاليوم يستعد ضيوف الرحمن للصعود الي جبل عرفات لاداء الركن الاعظم للحج غدا وقد غمرتهم فرحة وسعادة تهون أمامها كل مشقة تحملوها في سبيل الوصول الي عرفات الله. ومن بين ملايين الحجاج تستطيع أن تميز المصريين.. بطيبتهم وسماحتهم وبشاشة وجوههم.. لكن هذا العام جمعهم شئ يسعد القلوب ويعطي أملا في الوصول إلي مستقبل تستحقه مصر.. فطوال طوافنا حول الكعبة المشرفة أو الصلاة في جنباتها.. لم تخطئ آذاننا الدعوات التي تنطلق من المصريين لبلدهم أن يعيد الله اليها الامن والامان.. ويمكنها من عبور المرحلة الضبابية الي واقع مشرق يعيد مكانتها وريادتها.. هذا الدعاء لم يكن مقصورا علي فئة بعينها.. وما أروعه من مشهد أن ترقب رجلا بسيطا تعلق في أستار الكعبة وتمسح في جدرانها يبكي ذنوبه طالبا الرحمة ولا ينسي من بين دموعه الدعاء لمصر.. أو اخر يحشر نفسه وسط الزحام الرهيب حتي يتمكن من الوصول الي حجر اسماعيل ليصلي ركعتين طلبا للمغفرة ومثلهما من اجل أن يحفظ الله استقرار مصرنا الغالية.. والأروع ما تناقله جميع المصريين بمكة.. أن يتم تخصيص نصف ساعة عصرغد في عرفات للدعاء الجماعي لمصر.. وندعو الله أن يكون لبلدنا حظ من دعاء أبنائها.. وأن يحفظها لنا ويديم وحدتنا وحبنا واخلاصنا لمصر.. اللهم آمين.