لم تكن زيارة عادية تلك التي قام بها رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي إلي لبنان.. لا نتحدث عن النتائج المهمة التي أسفرت عنها الزيارة وهي عديدة.. إنما عما كشفته وأكدته الزيارة من طريق العودة الذي تسير فيه مصر.. في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعلاقات الدولية.. ورغم انها زيارة خارجية لدولة شقيقة الا انها أكدت علي النجاحات التي تشهدها مصر داخليا وخارجيا.. وان مصر الجديدة تسير علي الطريق الصحيح.. فالنظرة الخارجية ربما كانت اكثر مصداقية لانها نظرة واضحة وجلية ومحايدة وبلا اية مؤثرات سلبية او إيجابية وبلا موقف "مع او ضد" ما يحدث لأنها ذات موقف محايد تماما.. ولهذا أهتم كثيرا بالآراء والمواقف الخارجية سواء من حكومات او هيئات او شركات عملاقة لمصداقيتها وواقعيتها. وإذا بدأنا الموقف الداخلي وما يحدث بمصر.. فهنا أستعير التصريحات المهمة لجميع المسئولين اللبنانيين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وخاصة تصريحه الذي لا يحتمل أي لبث بأن علي لبنان ان تختار بين طريقين.. إما طريق الضياع والسقوط الاقتصادي.. او أن تسلك الطريق الذي سلكه الرئيس عبد الفتاح السيسي من تنمية وتطوير بكافة المجالات.. بل ان دعوة الحريري كانت اشمل في افتتاح منتدي الاقتصاد العربي في بيروت داعيا الدول العربية إلي الاستفادة من التجربة المصرية الحالية. أما نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني فقد اكد ثقته بأن مصر ستصبح خلال خمس سنوات بمصاف الدول المتقدمة.. وفسر بري رؤيته تلك بالإصلاح الاقتصادي والقرارات الجريئة وغير الشعبية للرئيس عبد الفتاح السيسي ووصف الرئيس السيسي بأنه قيادة استثنائية وقال: "لا يستطيع أي رئيس تحمُّل ما تحمله الرئيس السيسي، ولولا قراراته الجريئة وغير الشعبية، لما حققت مصر ما حققته الآن ".. ناهيك عن اشادة الرئيس اللبناني وجميع رجال الاعمال والمسئولين اللبنانيين بالتطور الذي يحدث بمصر علي كافة الأصعدة. لو تحدثنا عما أثبتته الزيارة كذلك من نجاح السياسة المصرية الخارجية.. فبداية يعلم الجميع ما تنقسم إليه السلطة في لبنان الشقيقة بين تيارات سياسية وأيديولوجية عديدة تعمل معا رغم اختلافها علي مصلحة وطنها.. ومن يتابع الحفاوة التي قوبل بها الدكتور مصطفي مدبولي من جميع القادة والساسة اللبنانيين بمختلف مشاربهم.. وعلي رأسهم الحريري وبري وعون.. يدرك أولا ان مصر ثابتة علي موقفها المحايد والبعيد عن الانحياز ليس في لبنان فقط إنما بسياستها الدولية كافة.. وثانيا يتأكد من النجاح الكبير لتلك السياسة.. فها هو سعد الحريري يؤكد ان مصر ورئيسها لها دور قيادي في حماية المصالح والأمن القومي العربي من التهديدات والمخاطر وإشادته بالدعم المصري للبنان.. وتأكيد الرئيس اللبناني العماد ميشيل عون أن مصر أكبر دولة عربية وهي مركز القيادة للوطن العربي ويعول عليها وعلي الرئيس السيسي الجميع سواء في لبنان أو العالم العربي.. وهو نفس ما ذكره رئيس البرلمان نبيه بري. ونعود لتفاصيل زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي لبيروت.. وكما قلنا فإنها لم تكن مجرد زيارة عادية او بروتوكولية مع دولة شقيقة تربطها بمصر علاقات وثيقة.. ولنراجع شيئين مهمين في الزيارة.. اولها الحفاوة التي استقبل بها رئيس الوزراء من جميع الأطياف اللبنانية.. وجولاته مع رئيس الوزراء سعد الحريري سواء في الشارع أو صلاة الجمعة.. وحرص الحريري علي اصطحاب رئيس الوزراء في سيارته إلي المطار لتوديعه.. استقبال ينم عن تقدير لمصر كافة ممثلة في رئيس وزرائها.. ثم فعاليات الزيارة.. وهو ما جعلها غير عادية.. فقد تبين حرص لبنان علي الاستفادة من الخبرة المصرية بكافة المجالات خاصة تعزيز الاستثمارات المتبادلة، وزيادة حجم التجارة والتعاون في مجالات الطاقة والكهرباء والصحة معتمدين كما قال الحريري علي ما حققته مصر من إنجازات اقتصادية. ونختصر الزيارة في عبارتين الاولي للدكتور مصطفي مدبولي الذي أعاد تأكيد الرئيس السيسي بأن امن لبنان من أمن مصر.. وتأكيد الحريري بأن في مصر 100 مليون شقيق للبنان.. ألم أقل لكم أن مصر تعود.. والتأكيد والعنوان من لبنان.