اهتم القارئ العزيز علاء محمد حسين الشريف من صدفا بأسيوط ،بقضية التغيير التي ننشدها في عقلية المواطنين ، يقول: نحتاج إلي عقلية جديدة لمواجهة الظواهر الغريبة التي انتشرت بين اﻟﺸﻌﺐ ، كما يقول سبحانه وتعالي »إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم » ويمكن أن نتساءل ﻤﻦ سيلغي البيروقراطية المتمثلة في موﻇﻒ ﻻ ﻳﺒﺘﺴﻢ في وﺟﻬﻚ وﻳﻌﺎﻣﻠﻚ كأنك خادمٌ له؟! ﻣﻦ ﺳﻴﻐﻴﺮ بعض أﻃﺒﺎء المستشفيات الحكومية اﻟﺬﻳﻦ ﻻ يهتمون ﺑﺎﻟﻤﺮﻳﺾ، لأنه يُعالج مجانيا؟ ﻣﻦ ﺳﻴﻐﻴﺮ البائع الجشع المتحكم في الأسعار من أجل إشباع شهوة التملك والغني والاحتكار؟!. ومن سيغير بعض أساتذة الجامعات الذين يحجزون مقاعد لأبنائهم لا يستحقونها ؟! ﻣﻦ ﺳﻴﻐﻴﺮ بعض المقاولين الذين لا يهمهم أرواح الناس بقدر ما يهمهم الغش في مواد البناء ، من أجل الربح السريع؟! ﻣﻦ ﺳﻴﻐﻴﺮ تصرفات بعض اﻟﺸباب ، الذين يتسكعون في الشوارع ، لمعاكسة الفتيات ، أو يجلسون علي المقاهي انتظارًا لوظيفة حكومية، ولا يفكرون في الاتجاه إلي العمل الخاص، للرقي بوطنهم؟!. ﻣﻦ ﺳﻴﻐﻴﺮ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﺮي أن اﻟﺤﺮﻳﺔ ﺗﻌﺮٍ وليست علما وﻋﻤلا؟ّ ﻣﻦ ﺳﻴﻐﻴﺮ اﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺔ، واﻟﺮﺷﻮة؟!. ﻣﻦ ﺳﻴﻐﻴﺮ ﻋﻘﻠﻴﺘﻨﺎ اﻟﻔﺎﺳﺪة اﻟﺘي ﺗﺮﻛﺘﻨﺎ دائمًا وأبدًا لأهوائنا وشهواتنا ؟!. ومن سيغير عقلية الزهو والافتخار عند مخالفة القانون إلي الزهو بالخضوع للقانون، المشكلة ليست فقط في الأنظمة ، لكنّ المشكلة فينا نحن، وصدق الإمام الشافعي عندما قال: نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا ، وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا ، وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا. هل نحتاج إلي تغيير جيل كامل لكي يأتي جيل أكثر نقاءً وطهارة؟ً وإيضاحا لما يقوله القارئ العزيز أقول: نحتاج فقط أن نفيق ، وأن يقوم كل منا بعمله ، وأن يراعي ربه وضميره في أداء واجبه تجاه وطنه وشعبه ، وأن تعمل المنظومة الحاكمة علي التخطيط والتنظيم المحكم لعملية التغيير ، وقد تغيرت شعوب كثيرة من الجهل إلي الحضارة والتقدم في سنوات معدودة ، فقط نبدأ. دعاء: اللهم ولِّ علينا من يصلح ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا ولا يخافك يا أرحم الراحمين اللهم آمين.