أخيرًا ظهر البيان الذي كنتم فيه تستفتيان، صدر البيان رقم واحد، الكنباوية قادمون، واعدون متوعدون، بيان اسطمبولي فاخر يؤشر إلي مرحلة جديدة من العمل الوطني بلاتمويلات ولا أجندات، ولا مخدات، ولا بطانيات، خاليا تماما من الفلول ولايأكل الفول، أعضاء الحزب ثوار ولاد ثوار، ثوار من يومنا والله وقلوبنا كويسة، ثاروا مع الشرارة الأولي، لكنهم ليسوا منظمين في أحزاب أو ائتلافات ولا يسعون خلف الميكروفونات والصراع علي الظهور في الفضائيات، هكذا يبشرون. هم أي الكنباوية عازفون، صامتون، يفضلون التغيير من باب أضعف الايمان وهو القلب، يفضلونها سلمية، وهم من ابتدعوا شعار سلمية سلمية، لكنهم لم يختاروا الدكتور علي السلمي نائبا لرئيس الوزراء، هم من يعملون بشرف في خطوط الإنتاج لكنهم لم يختاروا الدكتور عصام شرف لرئاسة الوزراء، هم من قدموا للشرطة ورودا، لكنهم لم يختاروا اللواء منصور العيسوي وزيرا، قدموا لضباط الجيش والعساكر ورودا لكنهم يفضلونها مدنية لآخر مدي. خروج حزب الكنبة إلي النور بعد غلق باب الترشيح لبرلمان الثورة يعني الزهد في البرلمان الذي يفسر علي أنه زهد في الحكم، وطالما كان الحزب زاهدًا في الحكم فلماذا هذا الظهور الغريب والمريب، الحزب ببيانه الأول ألقي علامات استفهام عديدة في وجه الشارع السياسي ، سيب مفاصل السلفيين،خلل ركب الوفديين ، حتي الإخوان حائرون، يفكرون، يتساءلون في جنون وكيل حزب الكنبة من يكون؟ تحرك حزب الكنبة جاء علي نحو غريب ومثير، ظهور فيسبكاوي بازغ، ببيان أول لايخلو من أخطاء نحوية وإملائية، نوع من الكسل لايؤاخذ عليه الحزب، الحزب الشاطر يبان من بيانه ، الحزب الواعد له علامة، في خده شامة، والحزب يظهر من بيانه، وبيانك حصانك إن صنته صانك، البيان متوتر من التوتر - التويتر، ومغرق النت ، تغريدات الكنباوية مع صدور البيان الأول أقرب إلي تغريدات البجع الأبيض في البحر الأبيض، حزب الكنبة الأبيض ينفع في اليوم الأسود، أقصد يوم وضع الدستور علي طريقة الملالية، أقصد المراجع الإيرانية.. أقصد المشايخ الإخوانية. الحزب الذي قام لتوه فاردا ذراعيه ، يتثاءب من أثر رقاد طويل، يزيح عنه ملاءات الخريف، يلحق بالربيع، قبل الشتا مايدق الببان، يرد الحق إلي أصحابه، ينسب الثورة إلي أصحابها، يعيد إنتاج الثورة، يحتكر الثورة في سطوره ولولا الملامة لاسمها ثورة الكنبة 25 يقول أحمد رحيم محرر البيان وهو كنباوي أصيل غير متلون، يكره الفلول كراهية التحريم، ولا يستطيب الائتلافات، ويرفض الأجندات، يقول نصا: نزل أعضاء حزب الكنبة للتعبير عن رفضهم لتوريث الحكم والفساد والمحسوبيات والتردي الأخلاقي بوطنهم، نزلوا يمثلون الغالبية العظمي من الطبقة المتوسطة بالبلاد التي طالما كانت هي الحامي لها من الانهيار، آمنوا منذ اللحظة الأولي بضرورة سلمية المظاهرات وهم من ابتدعوا شعار سلمية سلمية. تعود الطبقة الوسطي للظهور في بيان الكنبة، حزب الكنبة الوسطي، ينتمي أعضاء الحزب بشكل أساسي للطبقة المتوسطة، والعديد منهم من أصول ريفية أو صعيدية، موظفون بشركات وجامعيون ومهندسون ومعلمون وأطباء، ومتقاعدون وربات منازل كلهم مؤمنون بفساد النظام السابق وضرورة التغيير، وكان هدفهم الأول عند نزولهم هو مصر وليس مكسبًا شخصيًا أو ظهورًا أو منحة أو تذكرة طيران ليتم عرضهم أمام جمهور متشوق. ويكشف "رحيم " عن سر حزبي خطير أن غالبية ضباط الجيش والشرطة والشرطة العسكرية والقضاء والمخابرات ضمن تشكيلة حزب الكنبة، رغم ذلك يؤمن الحزب بضرورة إنهاء الحكم العسكري للبلاد نهائيًا، ويريدونها مدنية بالكفاءات والقدرات، ولكنهم في الوقت نفسه علي استعداد للتفاوض مع السلطة حتي الوصول لهدفهم لخوفهم من وقوع فوضي في مصر. ليس سرا أن أعضاء حزب الكنبة الوسطي - وفق رواية رحيم الرحيمية قبلي - قبلوا لأيام عرض" المخلوع " للاستمرار لمدة ستة أشهر لتسليم السلطة ولكنهم تراجعوا عن ذلك التعاطف عندما رأوا موقعة " الجمل" فاحتقروا النظام لأقصي حد وعادوا ثانية لميدان التحرير، رغم أنه لم يسبق لغالبية أعضاء الحزب ممارسة عمل سياسي سابقاً. الحزب من علي الكنبة ينظر بنظرة رافضة للصراع الدائر الآن بين مدعي الليبرالية وزاعمي الإسلاماوية ، وتشتت أبناء الوطن شيعا وأحزابًا، أعضاء حزب الكنبة مندهشون من تداعيات هذا الصراع، خاصة أنهم لم يكونوا سابقًا منتمين سوي لوطنهم بلا تفرقة بين انتماء ديني كان أو أيديولوجي. أخلاقية حزب الكنبة تتجلي في ميثاق شرف غليظ يرفض كل الممارسات التي ظهرت في الآونة الأخيرة من تخوين وتكفير وانشقاق وفرض آراء وخداع إعلامي وسباب ونفاق وغيرها من الممارسات التي لا تمثل حقيقة الشعب المصري، كما أن أعضاء الحزب من المؤمنين بدوران عجلة الإنتاج لعدم قطع أرزاق الملايين، وحتي لا يتحول مسار الثورة من ثورة شرف وإصلاح لثورة جياع وفوضي وثانيهما عدم الإضرار بالاقتصاد الوطني واضطراره للاقتراض الخارجي لتلبية الاحتياجات الأساسية مما يؤثر علي استقلال قرار الدولة. الحزب يفضلها سلمية، فيؤيد الحزب التظاهرات السلمية بلا تخريب أو دعوات قد تهدد الأمن القومي المصري مثل مهاجمة القوات المسلحة أو مقرات الشرطة أو وقف العمل بالمصالح الحكومية أو المؤسسات الحيوية كقناة السويس، كما أن التمويل الخارجي مرفوض ، ويرفض الحزب الارتباط بأي دولة صديقة، ويعلن تشككه في نوايا متلقي الدعم الخارجي سواء من دول غربية أو عربية إسلامية، ويستهجن تماما محاولات البعض رفع أعلام دول أخري أو التبعية لأي دولة مهما كانت، ويأتي ذلك من إيمانهم الكامل بحق مصر وقدرتها أن تكون دولة عظمي مصرية مستقلة القرار والإرادة.. يعني كنبة اسطمبولي جيدة التنجيد، مستقلة المساند، طرية الشلت. جدير بالذكر أن للحزب أيادي بيضاء جراء مشاركته الإيجابية في الاستفتاء علي المواد الدستورية، فقد كان أعضاء الحزب من أول المتوجهين لصناديق الاقتراع فاستيقظوا مبكرًا من علي الكنبة، تغمرهم السعادة والأمل بوطن حر جديد واصطحبوا أحباءهم وأطفالهم ليكونوا أول المشاركين قبل أن يعودوا سيرتهم الأولي إلي الكنبة انتظارًا لطلعة الانتخابات.