أصم أبكم؛ هذا الذي لا ينتبه لنواقيس الخطر تدق محذرة من حالة إهلاك بدني للاعبي الأهلي والزمالك قبل أيام من استضافة مصر نهائيات الأمم الأفريقية.. هل يعقل أن يجد كل فريق من قطبي الكرة المصرية نفسه مضطرا لأداء خمس مباريات قوية ومؤثرة في غضون أسبوعين فقط؟.. نعم من 30 مارس إلي 13 أبريل لعب الأهلي مع الزمالك في قمة الوحل ثم مع الاتحاد السكندري وطار لعشر ساعات إلي أدني جنوب القارة للقاء صن داونز الذي انتهي بنتيجة كارثية وموجعة وعاد ليلعب بالأمس مع المقاصة وينتظر العودة الملتهبة مع صن داونز بعد غد.. وهو نفس مسار الزمالك الذي التقي سموحة بعد القمة وطار للمغرب مواجها حسنية أغادير وعاد ليستعد للقاء المصري اليوم ثم العودة مع الفريق المغربي الأحد. جدول غير آدمي بالمرة.. ولسه! وفي ظل هذا العدد المكثف من المباريات المضغوطة والتي قاربت علي الخمسين مباراة للأهلي وحده منذ بداية الموسم الحالي الملضوم في المواسم الثلاثة الأخيرة يصبح عبثا البحث عن أسباب سقوط اللاعبين وتفاقم الإصابات! وعلي هذا السطح يخوض الأهلي السبت مباراته الأصعب تاريخيا أمام صن داونز الذي اصطاد مدربه الداهية بطل مصر في فخ الإجهاد وعمد إلي مواجهته بحسابات بدنية وتكتيكية مكنته من السيطرة التامة علي هذه المباراة الكارثية وحسنا فعل وصدق لاسارتي بإعلانه تحمله المسئولية أولا عما وقع واعدا ببذل أقصي الجهد في لقاء السبت.. ولكن يبقي السؤال الذي يلاحقنا في كل مكان: هل يمر الأهلي.. وهل ضمن الزمالك التأهل؟ الزمالك بتعادله السلبي ذهابا يمتلك حظوظا قوية للصعود بالكونفيدرالية لأنه أفضل حالا وخبرة من ضيفه المغربي الأحد. الأهلي يحتاج ستة أهداف للتأهل بدوري الأبطال وهو رقم صعب بل شاق.. لكن عليه ولاعبيه التعامل مع هذه المباراة بدوافع ثلاثة بعدها يمكن أن تتخطي الفرصة الحروف الأربعة لكلمة: ربما!.. رد الاعتبار واستعادة كبرياء أكبر أندية القارة أمام العالم كله.. الاعتذار عمليا للجماهير التي أوجعها بعمق ما حدث في بريتوريا ما وقع من لاعبين وجهاز فني من تمثيل هزيل للأهلي برغم ما وفرته لهم الإدارة من كل سبل الراحة والحوافز وعناصر الكفاءة.. فيه جماهير ماتت وناس لاتزال تبكي وكثر في الشارع نائمون أمام الاستاد ينتظرون تذكرة للمباراة أملا في استعادة فرحة.. وثالث الدوافع التي يحتاجها الأهلي هو الحفاظ علي فرصه في بقية بطولات الموسم وكل هذا لا يتحقق إلا بمباراة قوية تليق باسم ومكانة نادي القرن العشرين في أفريقيا وثاني أكثر أندية العالم تتويجا بالبطولات القارية.. مع التركيز الشديد دون رهبة أو توتر.. ومساندة جماهير كبيرة ومخلصة ومتدفقة بحماس دون تسرع.. وتوفيق الله قبل كل شيء.. يمكن للأهلي أن يمر ويدهش العالم كله.. اعملوا ما عليكم.. ودعواتكم.. ربما..